لماذا نرفض دعوات التظاهر في 11/11؟.. "الدعوة السلفية" تحذر من مفاسد أقلها الفوضى وأشدها الحرب الأهلية

  • 151
الفتح - موقف الدعوة السلفية من مظاهرات 11/11

دعوات للتظاهر يوم 11 نوفمبر الجاري يقودها شركاء متشاكسون، اختلفت أجنداتهم وأغراضهم، واتفقوا ضد الوطن، منهم إعلاميو الإخوان عبر قنواتهم التي تبث من خارج مصر؛ لشحن المحسوبين عليهم والمتعاطفين معهم داخليا، لاعبين على وتر الأزمة الاقتصادية وغيرها من الأوضاع التي ترتبت على عدد من الأزمات العالمية بداية بفيروس كورونا وانتهاء بالحرب "الروسية / الأوكرانية" غير آبهين بما يترتب على تلك الدعوات من مفاسد عاينها الجميع فيما سبق من أحداث مشابهة خلال السنوات الماضية، من فوضى وتردٍ للأوضاع الاقتصادية ونهب لموارد البلاد وغيرها من المفاسد الأشد، والتي حدثت في البلاد المجاورة التي نجحت فيها تلك الدعوات من حروب أهلية وقتل وتشريد، كل تلك الأمور دعت الدعوة السلفية لرفض تلك الدعوات الهدامة وتوضيح الموقف الشرعي لتحذير الشعب المصري منها.

من جهته، حذر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، من تلك الدعوات، قائلا: إن هناك مفاسد عظيمة سواء نجحت أو فشلت هذه المظاهرات؛ لأننا ننظر إلى ما يترتب عليها ومآلات الأمور؛ فالفوضى خطر عظيم، والبلاد التي قامت فيها ثورات ونجحت في إسقاط رأس النظام، تعاني معاناة ضخمة إلى الآن ولم تقف مرة أخرى، متسائلًا "الوضع الاقتصادي الذي يغضب الناس نريد تحسينه أم إضراره أكثر؟ وإذا انعدم الاستقرار هل سيكون هناك إقبال على الاستثمار؟ أم ستهرب الأموال إلى الخارج؟".

وأضاف: وكذلك لو فشلت المظاهرات سيترتب عليها ضرر بالغ على الناس التي خرجت وسيكون مآلهم إلى السجن، ولا يدري أحد متى يخرجون؟ مشيرًا إلى أن كثيرا ممن خرجوا أيام دعوات المقاول محمد علي الأولى، لم يخرجوا إلى الآن، فلا تأمروا الناس بالهلاك مثلما حدث في رابعة، وأفسدتم عليهم دينهم ودنياهم -بلاشك- والأمر مأساة إلى الآن ولم يخرجوا من السجون؛ فأفسدتم عليهم فسادًا عريضًا، ولم تحقق -تلك الدعوات- مصلحة شرعية، لا للدين ولا للدنيا.

وأكد على أن الفساد موجود ونحن نحاول السعي إلى إصلاحه، وعلينا النصيحة، وليس علينا أكثر من ذلك، مشيرًا إلى أن مسألة الوضع الاقتصادي المتأزم تمر به دول كثيرة، حتى لا تتصوروا أن الأمور على ما يرام "والدنيا وردية" وأن المشكلة عندنا نحن فقط، بل الدنيا كلها بها مشاكل، مشيرًا إلى أنه يوجد فساد وظلم وربا، ونحن ننهى عن ذلك في كل مرة وكل مناسبة نستطيع أن نتكلم نتكلم، ومع ذلك فلا نقول "إن التخريب هو الحل الأمثل".

وتابع نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: الفوضى حاليًا سيكون معناها انهيار المؤسسة العسكرية -لو فرض ذلك؛ لأن المرة الماضية كانت ضد الشرطة، فلو سقطت المؤسسة العسكرية هي الأخرى فلن يكون هناك عمود للبلد، وعلى من ستتفق القوى المتصارعة؟ إذا كان داخل اتجاه الإسلاميين هناك اتجاهات متنازعة ويختلفون، فضلا عن الاتجاهات الأخرى من علمانيين وخلافه، لن يتفقوا على شخص أو اتجاه، ولو تركوا لبعضهم البعض سيقتلون بعضهم؛ "فهل هناك عاقل يختار هذا الخراب؟ وأين الاتعاظ وأين البصيرة؟".

وقال الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية: إن الدعوات التي تروج للنزول يوم 11 نوفمبر الجاري هي دعوات هدامة وفاسدة؛ نظرا لما عاينه الجميع من مفاسد حدثت من النزول في المظاهرات بعد أحداث عام 2013، بالإضافة إلى ما تشهده جميع دول العالم على المستوى الاقتصادي من أزمات فتاكة، لن تحلها هذه الدعوات.

وأوضح "نصر" أن الدعوة السلفية كان موقفها واضحًا من رفض النزول والحشد في مثل هذه الأحداث لما يترتب عليه من مفاسد محتملة، وهو ما وقع بالفعل للأسف، رغم أن النظر في مآلات تلك الأحداث في بدايتها كان مجرد تقدير يدل على الخطر، ولكن حدثت تلك المفاسد بالفعل من سفك دماء واعتقالات وغيره.

وأشار إلى أن المروجين لتلك الدعوات الهدامة دأبوا على رفض النصح والاستماع للرأي الرافض للنزول لما له من مفاسد، ورأوا بأعينهم المآلات التي ترتبت على تصرفاتهم السابقة، لكنهم يصرون على شحن الشباب للنزول وهم في الخارج يتمتعون بالأموال ويعيشون بعيدا عما سيحدث لمن يشارك في تلك الدعوات، وهم أنفسهم من طلبوا الصلح بعد 10 سنوات؛ لإخراج المعتقلين من السجون، ثم يعودون مرة ثانية لشحن الشباب، متسائلا "فهل يفعل ذلك عاقل؟!".

وأكد المتحدث باسم الدعوة السلفية، أن ما يروجون له من أزمات اقتصادية ليس قاصرا على مصر، وإنما هي أزمة تفتك بالعالم أجمع وتعاني منها بريطانيا نفسها وغيرها من الدول الأوروبية والنزول لن يحل تلك الأزمات، بل سيزيد منها، وتلك الدعوات يديرها أعداء بلاد المسلمين؛ لتحقيق ما فشلوا في تحقيقه في مصر خلال أحداث ما سموه بالربيع العربي، ونجحوا في تحقيقه في دول أخرى، مثل: سوريا وليبيا واليمن.