• الرئيسية
  • الأخبار
  • "داعية": النبيُّ محمد ذا منزلة عظيمة ولابد من إبراز هذه المنزلة التي حباه الله بها

"داعية": النبيُّ محمد ذا منزلة عظيمة ولابد من إبراز هذه المنزلة التي حباه الله بها

  • 30
الفتح - محمد رسول الله

قال كريم صديق، الكاتب والداعية الإسلامي، إن النبيُّ صلوات الله عليه ذا منزلة عظيمة عند ربه، وإذا كان الإنسان ذا منزلة كهذه، وعرف الناس منزلته حق المعرفة سهل على نفوسهم الانقياد لأوامره، فهذه طبيعة نفوس البشر؛ الانصياع والخضوع لمن عظمت صورته في نفوسهم، "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ"؛ فهذا ما دأبت عليه النفس البشرية.

وأضاف صديق في مقال له نشرته "الفتح" قائلا: ولذا كان إبراز هذه المنزلة التي حباه الله بها؛ لتجتمع قلوب الناس إليه، وتسهل على نفوسهم تقبل أوامره بصدر رحب، من غير أن يجدوا حرجًا من ذلك، ومن ذلك قوله: "فُضّلتُ على الأنبياء بسِتّ: أُعْطِيتُ جَوَامعَ الكَلِم، ونُصْرتُ بالرُّعْب، وأُحِلّت ليَ الغنائمُ، وجعلت لي الأرضُ طَهورًا ومسجدًا، وأُرسِلْتُ إلى الخلق كَافَّة، وخُتِم بيَ النَّبيُّونَ"؛ فهو صلوات الله عليه فضَّله الله عز وجل بمناقب ليست عند غيره من الأنبياء الذين اصطفاهم الله برسالته، فقد أعطي القرآن، وقذف الرعب في قلوب أعدائه، وأحلت له الغنائم في الحروب، والصلاة في أي موضع، والتيمم عند فقد الماء، وكونه صلوات الله عليه خاتم الأنبياء فلا نبي بعده.

وأشار صديق إلى قول النبي صلوات الله عليه: "أنا سَيِّدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة، وأولُ مَنْ تَنْشَقُّ عنه الأرضُ، وأولُ شافع وأولُ مُشَفَّع"، وفي رواية: "أَنا أَولُ من تَنْشَقُّ عنه الأرض فأُكْسَى الحُلّةَ من حُلَل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، فليس أَحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري"؛ فهو السيد الشريف القدر، لا يضاهيه في الشرف أحد، ولا ينافسه في الخيرية مخلوق.

واستشهد الداعية الإسلامي بقول المناوي رحمه الله: "ولما كان من شرط المتولي للجماعة الكثيرة كونه مهذب النفس؛ قيل لكل مَن كان فاضلًا في نفسه: سيد، وإطلاق السيد على النبي صلوات الله عليه موافق لحديث: "أنا سيد ولد آدم"، ولكن هذا مقام الإخبار بنفسه عن مرتبته ليُعتقد أنه كذلك" (فيض القدير).

وتابع قائلا: وجاء في ثنايا الحديث عن غزوة حنين من حديث البراء بن عازب: "فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول: "أنا النبيُّ لا كذبَ، أنا ابن عبد المطلبِ".

كما استشهد بقول الطيبي رحمه الله: "(أنا النبي لا كذب) ليس لأحدٍ أن يحمل هذا على المفاخرة، وقد نفى نبي الله صلوات الله عليه عن نفسه أن يذكر الفضائل التي خصه الله بها فخرًا، بل شكرًا لأنعمه، فقال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وذم العصبية في غير موضع؛ فأنى لأحدٍ أن يعد هذا الحديث من أحد القبيلين؟ وكان ينهى الناس أن يفتخروا بآبائهم، وإنما وجه ذلك أن نقول: تكلم بذلك على سبيل التعريف، فالنبي صلوات الله عليه ذكرهم بذلك، وعرفهم أنه ابن عبد المطلب الذي رُوي فيه ما رُوي وذكر فيه ما ذكر"؛ لذا نراه قد اشتد غضبه صلوات الله عليه على عمر بن الخطاب رضوان الله عليه؛ لأنه ساوى بين الحق الذي جاء به صلوات الله عليه وبين الذي طاله التحريف؛ مما في أيدي أهل الكتاب، فيقول صلوات الله عليه لعمر لما جاءه بصحف من التوراة كان قد أخذها من رجل من اليهود: "أَمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَهَوَّكَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً وَلَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي".  

وأكد صديق قائلا: كان لا بد من هذا الإجراء الحاسم؛ حتى لا يستخف الناس بالحق الذي جاء به صلوات الله عليه، فأخبرهم أن موسى عليه السلام -وهو مَن هو- لو كان حيًّا وأدرك بعثة النبي صلوات الله عليه لما أغنته رسالته عن الإيمان بالنبي صلوات الله عليه والقرآن الذي نزل عليه، فنسخ الشرائع السابقة عليه.