"داعية": النبي صلى الله عليه وسلم كان متواضعا ولين الجانب

  • 38
الفتح - محمد رسول الله

قال كريم صديق، الكاتب والداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وسلم على جانب التعامل مع البشر؛ فسمته التواضع ولين الجانب، فنراه يقول للرجل الذي قال له: "ما شاء الله وشئت"، فقال صلوات الله عليه: "أجعلتني مع الله عدلًا (وفي لفظ: نِدًّا؟!)، بل ما شاء الله وحده"؛ فهو يعرف منزلته حق المعرفة، ولكن لا يتجاوز حدَّه، ولا يرضى أن يتشبع بما ليس عنده من الصفات؛ فبيَّن للمتكلم أن المشيئة في أمر من الأمور الكونية إنما تكون لله وحده، لا ينازعه فيها أحد ولو كان نبيًّا؛ لذا نراه -صلوات الله عليه- يقول: "لا تُطْروني كما أَطْرَتِ النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسولُه". والإطراء: مجاوزةُ الحدِّ في المدح، والكذبُ فيه.

واستشهد صديق في مقال له نشرته "الفتح"  بقول أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، حين قال: أُتي رسول الله -صلوات الله عليه- برجل، فجعل ترعد فرائصه، فقال: "هوِّن عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد"، وهكذا قد بلغ بتواضعه المنتهى، فذكر أحوالها من العيش الزهيد والطعام المتواضع؛ تخفيفًا لما أصاب الجالس مِن ارتعاد الفرائص؛ لرؤيته صلوات الله عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم بهذا الصدد أيضًا: "أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد"، ومِن ثَمَّ رأينا هذا التوازن بين ما خَصَّه الله به من المنزلة، وما حباه من المكانة، وبين تواضعه مع الناس؛ هذا الخلق الفطري غير المتكلف الباعث بدوره على التفاف الناس حوله وعدم نفورهم من دعوته.