• الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • انتخابات الشيوخ الأمريكي| الديمقراطيون يخوضون اختبارًا صعبًا.. والجمهوريون يستغلون الأوضاع الاقتصادية المتردية

انتخابات الشيوخ الأمريكي| الديمقراطيون يخوضون اختبارًا صعبًا.. والجمهوريون يستغلون الأوضاع الاقتصادية المتردية

  • 37
الفتح - أرشيفية

يتابع العالم أجمع باهتمام بالغ ما يحدث الآن في الولايات المتحدة الأمريكية من انتخابات للتجديد النصفي لمجلس الشيوخ؛ حيث يُنتخب ثلث الأعضاء اليوم كما جرت العادة هناك كل عامين، ويواجه الديمقراطيون –أنصار بايدن- موقفًا لا يُحسدون عليه فهم يحاولون التمسك بهيمنتهم على "الكونجرس" لكن هناك صعوبة في ذلك؛ لأن الناخبين الآن يركزون على المخاوف الاقتصادية بدلًا من الحديث عن موضوع "الإجهاض" بسبب ما يعيشه العالم من أزمات في الوقود والغذاء.

هذا الوضع يعزز فرص الجمهوريين في السيطرة على الكونجرس؛ ما حدا بالجمهوريين إلى استخدام ورقة التضخم وجعلها قضية قضية مركزية في هذا الماراثون الانتخابي، فالتضخم لا يزال مرتفعًا، بطبيعة الحال يبدو الركود شبه مؤكدًا؛ فرغم انخفاض أسعار البنزين لكنها أغلى من المتوسط حتى هذه اللحظة، إضافة إلى أن غضب الديمقراطيين بشأن قضايا الإجهاض لا يبدو قويًّا كفايةً للتغلب على هذه الأزمات الاقتصادية الكبرى؛ ومن ثَمَّ فاهتمام المواطن الأمريكي ينصب حاليًّا على موضوعات الأمان الاقتصادي.

كفاح المصير

هذا، علاوة على الأداء الديمقراطيين الضعيف -مقارنة بالجمهوريين- في المناقشات الرئيسية والرسائل الاستراتيجية أثناء السباق الانتخابي، بجانب استمرار أسعار الفائدة في الارتفاع وتدهور الأوضاع الاقتصادية، صاحبه ظهور بيانات اقتصادية خلال الفترة القليلة الماضية تؤكد ذلك؛ فقد ارتفع التضخم إلى مستويات لم تحدث منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي. واستفاد الجمهوريون كذلك من إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية التي تحدث كل 10 سنوات؛ كل تلك العوامل مجتمعة جعلت الناخبين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم في الاختيار، وكذلك غير الراضين عن سياسة الرئيس جو بايدن ينجذبون بنسبة كبيرة إلى الحزب الجمهوري.


هذه الانتخابات ستكون بمثابة إطلاق فعلي للسباق الانتخابي الرئاسي في الجولة المقبلة عام 2024م؛ وهذا سيجبر الرئيس بايدن على البدء –من الآن- في وضع اللبنة الأولى كي يُعاد انتخابه مرة أخرى إذا قرر الترشح، ليس ذلك فحسب بل ستدفع الديمقراطيين إلى البدء في الاستعدادات العملية لوضع خريطة سياسية أكثر تحديًا داخل مجلس الشيوخ؛ فيُتوقع اتخاذ الديمقراطيين موقفًا دفاعيًّا خلال الفترة المقبلة حتى بداية عام 2024م، بجانب تقلص فرصهم في الاحتفاظ بمجلس النواب أيضًا، أو على الأقل تحسين وضعهم الحالي في مجلس الشيوخ. ورغم كل ذلك فإن الفائز من أحد الفريقين ستيقدم بفارق ضئيل عن الطرف الآخر.

مخاوف بايدن

لا ينبغي إغفال الواقع العملي خلال الفترة الماضية الذي يؤكد أن جزءًا كبيرًا من إنجازات بايدن التشريعية تمت عبر التفاوض بين الديمقراطيين والجمهوريين داخل مجلس الشيوخ. لكن رغم ذلك يمكن لمجلس الشيوخ –إذا قاده الجمهوريون- تمرير مشاريع القوانين التي يرسلها رفقاؤهم داخل الغرفة التشريعية الأخرى بالكونجرس ألا وهي مجلس النواب؛ ما سيمثل ضغطًا سياسيًّا على الرئيس بايدن، علاوة على ذلك سيستعيد الجمهوريون السيطرة على اللجان؛ وبِناءً عليه سيكون تحت أياديهم سلطة إجراء التحقيقات والإشراف على الإدارة؛ بمعنى آخر سيتمكن مجلس الشيوخ من تصعيب الأمور على بايدن عن طريق منع أو تأخير إقرار مرشحيه في السلطتين القضائية والتنفيذية.

وتكتسب بعض الولايات الأمريكية أهمية خاصة في السباق الانتخابي؛ مثل: (أوهايو، وبنسلفانيا، وكارولينا الشمالية، وميشيجان، وجورجيا، وأريزونا، وفلوريدا) ومعظمها –بنسب متفاوتة- تعد ولايات متأرجحة ما بين التأييد الديمقراطي أو الجمهوري؛ فهي تشهد انقسامًا سياسيًّا عميقًا بين مواطنيها لكن يمكنها حسم الموقف الانتخابي في بعض الأحيان؛ ومن أجل ذلك فهذه الولايات مهمة خلال السباقات الانتخابية كلها سواء البرلمانية أو الرئاسية. إضافة إلى ما تقدم فإن بعض هذه الولايات يتجه بصورة أكثر ناحية الديمقراطيين وبعضها الآخر يميل للجمهوريين؛ ومن هنا فإن الطريقة التي تعتمدها تلك الولايات في اختيار الناخبين لمرشحيهم يمكن التنبؤ من خلالها بالمستقبل السياسي المحتمل لأمريكا.