أبو بسيسة: صناعة اليأس وبث روح الإحباط عواقبها وخيمة وتؤدي لانتكاس الشباب

  • 37
الفتح - رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي

قال رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي، إن صناعة اليأس وبث روح الإحباط مهنة يمتهنها البعض دون وعي أو فهم  للعواقب الوخيمة التي تتسبب فيه، مضيفًا أنه نعم قد تكون النية سليمة لكن معظم الأخطاء تأتي من سوء استخدام الطرق والوسائل، فرفقًا بالشباب عند نصحهم، فهم في حاجة لدعمهم نفسيًا ومحاولة تقوية عزمهم على الاستقامة والتوبة.

ونصح الداعية في منشور له عبر فيس بوك، أن يتأمل الناس حديث الشاب الذي جاء يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له في الزنا، فكيف كانت طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تقويمه وتهذيبه، مشيرًا إلى أنه نموذج رائع وفيه ضوابط في كيفية النصح.

ونوه بأن ذلك الحديث فيه رد على من يزعم أن الرفق هو ترك الشباب في المعاصي، مؤكدًا أن الرفق في الطريقة والأسلوب وليس في المضمون.

وتابع: "فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( إن فتى شاباً أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريباً قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)رواه أحمد

واستطرد الكاتب: "ما مقدار الفتنة التي رآها هذا الشاب وعاينها؟!، لم يرَ تبرجا، ولا مناظر خليعة، ولا أفلاما، ولا عالما أزرق مليئا بالمغريات ومناظر الفتنة، فكيف بالشباب اليوم وهم يطالعون ويشاهدون طوفان من الفتن والشهوات؟! فالشباب اليوم في حاجة للرفق بهم.

ودعا أبو بسيسة إلى تأمل سؤال النبي صلى الله عليه وسلم له مع تكرار (أترضاه لأمك) و (لاختك) ، مضيفًا مع أن الرد على كل سؤال كان بنفس الإجابة  إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أولا: أراد تهدئة روع الشاب لمَّا زجره القوم، ثانيا: أراد تقويمه وتهذيبه بطريقة عملية؛ إذ حرك فيه نازع الغيرة على الأعراض، ثم وضع يده على قلبه ودعا له.

ولفت الداعية إلى ضرورة إلى التأمل في وضع النبي يده على القلب وما فيها من حنو ورفق واحتواء وعطف.وكيف دعا له: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه، فخرج الشاب ولا شيء أبغض إليه من الزنا.

وأكد أن الشباب بحاجة لهذا الأسلوب وتلك الطريقة مع الصبر عليهم؛ لأن الشباب عندهم إقبال على الحياة، وقلوب حية، وأبدان قوية وطموحات كثيرة ورغبة كبيرة في الشهوات وإقبال على ملاذ الحياة فيحتاجون إلى تهذيب وحنكة في التوجيه.

وأوضح أن أسلوب التحبيط والتيأيس والتبكيت أسلوب سهل الكل يجيده لكن مردوده سيء وعاقبته وخيمة فكم من شاب كان سبب انتكاسته معاملة سيئة من المربي.