• الرئيسية
  • الأخبار
  • الوهم والأمراض النفسية العامل الأكبر للحالات.. داعية إسلامي: ادعاء المس والسحر لا حصر له

الوهم والأمراض النفسية العامل الأكبر للحالات.. داعية إسلامي: ادعاء المس والسحر لا حصر له

كثير من النساء تلجأن لذلك للوصول لغرض معين

  • 109
أرشيفية

حذر الداعية الإسلامي شريف طه من الخلط بين إثبات وجود المس والسحر الذي أثبته القرآن والسنة، وبين حالات الادعاء التي لا يمكن القطع بسببها.
فيسرد شريف طه حكاية لأحد الرقاة يأتيه الناس بالماء ليقرأ عليه - ولا مانع من ذلك -، فيقول ذلك الراقي: ترك رجل قارورة ماء لكي اقرأ عليها، ولكني شغلت، وأتى فأخذها، دون أن اقرأ عليها شيئا، ثم قابله بعد ذلك يشكره جدا عن تحسن حالة زوجته الممسوسة والتي لا يهدأ الجن إلا إذا شربت هذا الماء المقروء عليه، مشيرًا إلى أن هذه قصة سمعها بنفسه، ويعرف مثلها الكثير.

وتابع "طه" - في منشور له عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك-: الوهم هو العامل الأكبر في هذه الحالات، وهم المرض ووهم التعافي، وأما حالات التمثيل والادعاء فحدث ولا حرج، موضحًا أن كثيرا من النساء تلجأن لذلك للوصول لغرض معين، فامرأة مثلا لا تريد إتمام زواجها الذي موعده بعد أسبوع، ولا تستطيع أن تصارح أهلها بذلك، وأخرى تريد من زوجها ألا يتزوج عليها أو ألا يغضبها، أو أخرى تريد مزيدا من الاهتمام، أو غير ذلك من الأغراض.

وأضاف الداعية الإسلامي: أما الأمراض النفسية والذهانية فهي الأصل في هذا الباب، فأمراض الفصام التي يتلاشى فيها الحد الفاصل بين الخيال والواقع، ويصاحبها هلاوس سمعية وبصرية، يظنها البعض دليلا قاطعا على المس والسحر، وهي أمراض عقلية معروفة، مختتما حديثه قائلًا: للأسف أغلب الناس يحبون من يسايرهم في أهوائهم لا من يصححها لهم.


وقال طه إن الواقع يؤكد أن كثيرا من الحالات التي تدعي الإصابة بالسحر والمس والحسد تدور بين المرض النفسي أو العقلي، أو الوهم والخيال، وأحيانا التمثيل، وأحيانا بسبب أمراض عضوية، كما رأيت بنفسي حالة دعيت للقراءة عليها، وهو في غياب تام عن الوعي ويتمرمغ في التراب، وحرارته مرتفعة، فدعوتهم للذهاب به للطبيب فورا، ولكنهم ظلوا يبحثون عمن يوافقهم على جهلهم، حتى ذهبوا به ليلا لمستشفى الحميات، وكاد أن يموت منهم لولا أن تداركه الله برحمته.

وتابع "طه" - في منشور له عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك-: سألت بنفسي أحد أشهر الرقاة في بلدي ممن أعرف صدقه وأمانته، وأقسم لي بالله أنه لم ير حالة جن حقيقية إلا مرات قليلة، وأن أكثر الحالات كانت كما ذكرت سابقا.

وأضاف "طه": بالطبع لا أنكر السحر ولا أثره، ولكن أنكر المبالغة والتوسع الرهيب في الأمر، وأنكر كذلك حال هؤلاء الذين يدعون التخصص في هذا الأمر ويتفرغون له، ثم لا يلتزمون بالضوابط الشرعية، ويلجؤون للكهانة والتعامل مع الجن والشعوذة، ويفتحون أبواب شر عظيمة، والأدهى أنك إذا أتيته بكلام أهل العلم، يقول لك : ليس متخصصا في الجن، وكأن الجن صار له قسم من أقسام علوم الشريعة، أو صار قسما في كليات الطب. 

وتساءل الداعية الإسلامي: عن أي علم يتحدثون؟! وما هي مصادر هذا العلم؟! ائتونا بأثارة من علم سوى تجارب الدجالين والمشعوذين، والتي لا تختلف عن تجارب الكهنة من سائر الأديان الأخرى.