حكم الاستعانة بالجن في العلاج.. "برهامي": فعل الدجالين

هناك حالات تحتاج إلى طب ودواء

  • 187
الفتح - د. ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

بين الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، حكم الاستعانة بالجن في علاج المرضى، مؤكدا أن هذا الفعل هو فعل الدجالين، مؤكدا ضرورة الحرص على العلاج الطبي في معالجة هذه الحالات.

وفي إجابته على سؤال: ما حكم استعانة الشيخ بالجن المساعد من خلال رجل ملبوس معه في الحالات الصعبة التي ستنتحر ؟ شدد "برهامي" على ضرورة الذهاب إلى المستشفى وتلقي العلاج الطبي، مؤكدا أن من يستعين بالجن دجال، وأنه لا يوجد شيء في الشرع يسمح بالاستعانة بالجني، وأن من يزعم ذلك فهو دجال، موضحا أننا تلعمنا قول الله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله". 

وقال برهامي في مقطع مصور له، إن هذه الحالات الصعبة تكون نتيجة التشخيص الخاطئ، موضحا أن الشخص تكون لديه حالة نفسية ولديه ميل للانتحار، علاوة على الاكتئاب الشديد والذهان، ورغم ذلك يشخصه البعض على أنه عفريت، ومن ثم يلجأون إلى أفعال الدجالين بهدف علاجه.

وأشار نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أن هناك من ظلوا يضربون المريض، زعما منهم أنهم سيخرجون العفريت إلى أن انتهى الأمر بموت هذا الشخص الذي كان مريضا نفسيا في الأساس ويعاني من الذهان، لكنهم للأسف الشديد لم يسمحوا له بأخذ العلاج بدعوى أنه لا فائدة منه، وأن هذا العلاج الطبي مخصص للمجانين. 

وأوضح برهامي أنه لا مانع من احتمال أن يكون هناك حالات مس من الشيطان، ولكن يمكن للدواء الطبي أن يؤثر فيه دون أن يكون هناك مشكلة في ذلك، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ فيمكن أن يؤثر في مراكز معينة في المخ من خلال الدم، متسائلا ما المانع أن يؤدي تناول العلاج الطبي، الذي يدخل إلى الدم، إلى منع هذا التأثير الشيطاني على مراكز المخ، ويمنع عمل الشيطان؟

ودلل برهامي على ذلك بما جاء في الحديث الصحيح، حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "عليكم بالتلبينة فانها تجم الفؤاد وتذهب الحزن"، مؤكدا أن هذا الحديث بمثابة نص صريح أن الاكتئاب له دواء طبي اسمه التلبينة وهو شراب من الشعير، وهذه "التلبينة" تؤدي إلى تسكين نفس المريض بالاكتئاب، موضحا أن ذلك دليل على أن هناك مواد تدخل الجسم تذهب الحزن وتعمل كمضادات للاكتئاب، متسائلا: ماذا لو اكتشفنا أدوية أثبتت بالتجربة أنها ضد الاكتئاب، وما المانع في استعمالها؟

ونوه برهامي إلى أن "الذهان" من الممكن أن تكون هناك شياطين من ورائه، لكن ذلك لا يعني إهمال الطب الحديث وأن تكون هناك أدوية ممكن أن تؤثر ضد عمل الشيطان، مطالبا الجميع بأن يقنعوا الناس بأن الأدوية الطبية في الحالات النفسية شيء نافع، وكلما وجدتم حالات مستعصية لا تنفع معها الرقية فقط؛ أعلموا الناس أنها تحتاج إلى علاج طبي. 

ولفت برهامي إلى أن الأدوية الطبية تقدمت تقدما كبيرا ولها آثار جيدة، مؤكدا وجود أناس لديهم ذهان يتم علاجهم بهذه الأدوية، موضحا أنه طالما التزم المريض بهذه الأدوية فإنه يظل سليما لا يعرف عنه أحد شيئا؛ لأن طريقة تعامله مع الناس تم ضبطها بعد ما كانت حياته عذابا له ولأهله، وبعدما كان غير قادر على أن يعيش في حياته ولا أن يفعل شيئا سوى التخريب، لكنه تناول العلاج فتحسنت حالته واستمر في حياته بطريقة عادية، مؤكدا أن الأمثلة على هذه كتيرة جدا في هذا الباب، أما استعانة الشيخ بالجن المساعد فهذا فعل الدجالين.