الشتاء يفاقم معاناة الملايين في شمال سوريا

مخيمات إدلب تواجه بردًا قارسًا.. واللاجئون يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة

  • 32
الفتح - مخيمات شمال سوريا

مع دخول فصل الشتاء أعلنت الأمم المتحدة أن 12 مليون سوري يعانون من نقص حاد في الغذاء، بالرغم من أن شمال شرق سوريا يعد سلة غذاء السوريين، وبسبب التغيرات المناخية والجفاف وانعدام الخطط لحل الأزمات مع عدم الاهتمام بالزراعة فإن شمال شرق سوريا باتت غير بعيدة عن الجوع، كما حذرت الأمم المتحدة من أن ستة ملايين شخص سيواجهون شتاء قاسيًا في ظل حياتهم في المخيمات وانعدام أبسط مقومات الحياة من غذاء أو دواء أو وقود أو تدفئة ويواجهون برداً قارساً وثلوجًا في فصل الشتاء، وأنهم بحاجة عاجلة لمساعدات ليظلوا على قيد الحياة، حيث يوجد في شمال شرق سوريا 14 مخيمًا غير مدرج لدى قوائم الأمم المتحدة.

ومن جهته، قال عبد الرحمن ربوع الكاتب والمعارض السوري، إن سوريا فيها حاليًا ما يقرب من 14 مليونًا، منهم 2 مليون في منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، و4ملايين في مناطق سيطرة فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، و8 ملايين في مناطق سيطرة النظام، موضحًا أن مناطق سوريا الديمقراطية شبه مستقرة من حيث الغذاء والوقود لأنها مكتفية ذاتيا بالغلال والنفط وتقوم أمريكا بتقديم كل ما يلزم.

وأضاف ربوع في تصريحات لـ "الفتح" أن مناطق النظام تعاني بسبب الحصار والعقوبات الدولية سواء على النظام أو على حلفائه الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أن مناطق المعارضة تنقسم إلى: منطقة يسيطر عليها الجيش الوطني وتقوم تركيا وقطر بتقديم كل مساعدة لازمة وتعويض أي نقص في أي سلعة أو خدمة، ومنطقة تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتتركز في إدلب وضواحيها، وهذه المنطقة بدأت تعاني من شح الموارد الغذائية ومن نقص المحروقات وضعف خدمات ومرافق الكهرباء والماء بسبب رفض روسيا تمديد السماح لقوافل المساعدات بدخول المنطقة عبر تركيا وتريد للقوافل أن تدخل عبر دمشق، وأن يكون لحكومة دمشق حصة منها، بالإضافة إلى شح الموارد في برامج الأمم المتحدة الإغاثية وتوجيه جزء كبير من ميزانيتها لمعالجة الوضع الإنساني في أوكرانيا ولمعالجة المجاعة التي تضرب الصومال وغيرها من المناطق حول العالم.

وأوضح الكاتب السوري أن المشكلة الكبيرة والمعاناة الهائلة للسوريين في إدلب، كما أنه لا يستطيع أحد تقديم مساعدات لأهلها بسبب سيطرة هيئة تحرير الشام، وهي تنظيم مصنف إرهابي في الأمم المتحدة وتركيا ولا توجد أي جهة أو دولة تعترف به وبالتالي يعاني مئات الآلاف من المواطنين والنازحين السوريين بسبب انتشار التنظيم في المنطقة وحرمانها من أي موارد إلا ما يأتي عبر الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي وهي موارد شحيحة للأسباب المذكورة آنفًا.

ومن جهته، أبدى المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، أسفه لأن تتحول أقصى أماني الإنسان في سوريا أن يجد مخيمًا يقيه البرد القارس أو يجد كسرة خبز توقف قرقرة بطنه الجائعة، متسائلا أين زعماء الإنسانية من هذا الواقع المؤلم؟، ألا تقلقهم ضمائرهم، أو تؤلمهم إنسانيتهم، مضيفًا: "ما لهم لا تتحرك شعرة من جسد بشريتهم تجاه ما يحدث لأبناء سوريا المشردين في بقاع اللاجئين أما زالوا لا يأبهون بما يحدث للبشر نتيجة صناعتهم للحروب في بقاع العالم بمنتهى القسوة والأنانية أما زال العاطفيون والمدعون ومِن وراءهم المغيبون أيضا لا يدركون عواقب الاندفاعات غير المحسوبة ومآلات الأمور التي تنتج من ضياع الأوطان وغياب الأمن والأمان وهدم البنيان".

وأشار بسيوني إلى أنه عالم مليء بالمتناقضات؛ بين بحث عن الرفاهيات والمتع وحياة البذخ والتطلع إلى السيادة والسيطرة لفئات محدودة من البشر وبين تشريد وضياع وفقد لأقل مقومات الحياة لملايين البشر الذين يُتلاعب بمصائرهم وحياتهم بسبب المخططات والمصالح والسياسات والصراعات ومحاولات فرض النفوذ والأيدولوجيات في هذا العالم الموحش.

ويرى وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، أن أزمة إخواننا السوريين في هذا الشتاء تحتاج إلى توعية المسلمين لإيجاد فرص التواصل وتوصيل الدعم لهم والحث على التبرع لهؤلاء المستضعفين سواء بالطعام أو الدواء ومواد التدفئة وكل ما يحميهم من البرد وإيجاد قنوات تواصل عبر تركيا أو النظام السوري أو أهل السنة في لبنان أو غيرهم لعبور المساعدات للشمال السوري وخاصةً إدلب ليصل الدعم لمستحقيه.

 ودعا منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل من يملك من القوى الإقليمية من المسلمين لتقديم الدعم أسوة بالتعامل الأوروبي مع أوكرانيا.