متحدث الدعوة السلفية: إتقان اللغة العربية وتعلمها من أعظم الأسلحة التي نقاوم بها هذا الغزو الثقافي

  • 71
الفتح - الشيخ عادل نصر

قال الشيخ عادل نصر، متحدث الدعوة السلفية، إن اللغة هي أداة التعبير عن الدين والهوية وهي وعاء الحضارات، ولذلك تحرص الأمم القوية على نشر لغاتها وتعزيز مكانتها؛ لتفرض ثقافتها على الأمم الضعيفة والمهزومة.

وتابع نصر في تصريحات لـ "الفتح" أن أمة الإسلام في عهدها وقويت شوكتها؛ نشرت اللغة العربية لغة القرآن، والتي لولا كتاب الله عز وجل لظلت حبيسة في جزيرة العرب بل لعلها قد بادت كما بادت لغات أخرى. 

وأشار نصر إلى أننا ونحن اليوم في ظل هذا الصراع الحضاري؛ نجد أمما تحيي لغات كانت قد ماتت كما فعل اليهود، حيث أحيوا اللغة العبرية من مواتها من جديد، كما نجد الغرب يواصل سياساته وفرض ثقافته عن طريق نشر لغته وفرضها كما هو الحال مع اللغة الانجليزية واللغة الفرنسية وغيرها.

ولفت متحدث الدعوة السلفية إلى أن هؤلاء يبذلون جهدا كبيرا في نشر لغاتهم، والتي هي معبرة عن ثقافتهم في بلادنا العربية والاسلامية، موضحا أن هذا الأمر مؤسف حقا بل هو خطر وأي خطر على الهوية العربية الإسلامية وعلى ثقافتنا وحضارتنا وتراثنا وحاضرنا ومستقبلنا. 

ويرى نصر أن الأمة اليوم يجب عليها أن تعتز بلغتها التي هي لغة القرآن ولغة الإسلام، والتي قال أهل العلم إن تعلمها واجب؛ لأنه لا يُفهم الدين الاسلامي إلا بها ولا يتلى القرآن إلا بها، موضحا أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. 

وشدد نصر على ضرورة أن ننشئ ابناءنا على حب اللغة العربية وعلى كيفية التحدث بها، موضحا أنه يقصد بذلك اللغة اللغة الفصحى لا العامية، مؤكدا أن مما يدمي القلب ما نراه الآن، حيث تجد خريج الجامعات لا يجيد التحدث باللغة العربية بل لا يجيدون الكتابة بها، موضحا أن هذا بسبب إقبال المسلمين على تعلم اللغات الأخرى للأطفال قبل ان يتقنوا لغتهم العربية.

وأكد نصر أن اللغة العربية هي هذه اللغة التي شرفها الله عز وجل بأنها لغة القرآن، حيث نزل بلسان عربي مبين، مؤكدا أنه آن الآوان أن نعتز بلغتنا وأن نعلمها أولادنا، وأن نأخذ بأسباب إجادتها وإتقانها؛ مشيرا إلى أن إتقان اللغة العربية وتعلمها من أعظم الأسلحة التي نقاوم بها هذا الغزو الثقافي والفكري الذي يريد طمس هويتنا في نهاية المطاف، والقضاء علينا وعلى ديننا الذي هو مصدر عزتنا، قائلا: حفظ الله اللغة العربية ووفق الأمة الى نشرها والإهتمام بها.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال إن الفرنسية تراجعت في المغرب العربي وعلينا استعادة مكانتها، حيث قال: إن استعمال اللغة الفرنسية تراجع في دول المغرب العربي مقارنة بوضعها قبل 20 أو 30 عاما، مشددا على ضرورة استعادة مكانتها.

جاء ذلك خلال لقاء بين ماكرون والسفراء الشباب للفرنكوفونية في جزيرة جربة جنوب شرقي تونس، وردا على سؤال أجاب ماكرون بأن "اللغة الفرنسية تمتد ديمغرافيا في بعض البلدان الفرنكوفونية، ولكن يجب أن نكون واضحين أن هناك تراجعا حقيقيا للغة الفرنسية في دول المغرب العربي".

وشدد على أن الفرنسية شهدت تراجعا في استخدامها لدى الشعوب المغاربية على عكس ما كان عليه الوضع قبل 20 أو 30 عاما.