محل المناجاة والقربة.. داعية يوضح عظم قدر الصلاة وأثرها في حياة العباد

  • 24
الفتح - الصلاة

عدد عصام حسنين، الكاتب والداعية الإسلامي، فوائد حديث: (إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ ‌تَرَدُّدِي ‌عَنْ ‌نَفْسِ ‌الْمُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) (رواه البخاري).

وأشار حسنين في مقال له نشرته الفتح إلى قول ابن حجر رحمه الله أن في الحديث عظم قدر الصلاة؛ موضحًا أنه ينشأ عنها محبة الله للعبد الذي يتقرب بها؛ وذلك لأنها محل المناجاة والقربة، ولا واسطة فيها بين العبد وربه، ولا شيء أقر لعين العبد منها؛ ولهذا جاء في حديث أنس رضي الله عنه المرفوع: (‌وَجُعِلَتْ ‌قُرَّةُ ‌عَيْنِي ‌فِي ‌الصَّلَاةِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

وأوضح الداعية أنه من كانت قرة عينه في شيء؛ فإنه يود أن لا يفارقه، ولا يخرج منه؛ لأن فيه نعيمه، وبه تطيب حياته، وإنما يحصل ذلك للعابد بالمصابرة على النصَب؛ فإن السالك غرض الآفات والفتور.

وأضاف الكاتب أن العبد ولو بلغ أعلى الدرجات حتى يكون محبوبًا لله، لا ينقطع عن الطلب من الله؛ لما فيه من الخضوع له وإظهار العبودية". مضيفًا أن هذا رد على بعض من يتركون الفرائض والتكاليف الشرعية؛ بزعم أنهم قد وصلوا لدرجة الولاية!

وتابع: أن من خير الصلاة على العبد أنه فوق هذا التوفيق والتسديد: يستجيب الله دعاءه، ويعيذه ويجيره مما استعاذ منه، (وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).

وأكد الداعية أن إجابة الله لدعاء العبد تتنوع؛ فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور، وتارة يقع ولكن يتأخر لحكمة فيه، وتارة قد تقع الإجابة، ولكن بغير عين المطلوب حيث لا يكون في المطلوب مصلحة ناجزة، وفي الواقع مصلحة ناجزة أو أصلح منها" قائلًا: "وفي الحديث أيضًا أن مَن أتى بما وجب عليه، وتقرب بالنوافل لم يرد دعاؤه؛ لوجود هذا الوعد الصادق المؤكَّد بالقسم".

وشدد حسنين على أنه حديث عظيم بيَّن الله تعالى لنا فيه الطريق لولايته؛ فطوبى لمَن سلكه، واستعان بالله تعالى عليه.