• الرئيسية
  • الأخبار
  • مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم.. "داعية": تشجيع كرة القدم لهوٌ بلا منفعة

مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم.. "داعية": تشجيع كرة القدم لهوٌ بلا منفعة

  • 61
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه، الداعية الإسلامي: إن الشيء قد يكون ممدوحا من جانب ومذموما من جانب آخر، وقد يتلبس المرء بمنكر، في ذات الوقت الذي يكون فيه قائما بمعروف، فيمدح ويثاب من جهة ويذم ويعاقب من جهة أخرى.

وأضاف "طه" - في منشور له عبر "فيس بوك" - قائلا: وهذا التفكيك للأمور المشتبكة، من أعظم ما يعين على العدل والإنصاف ووضع الأمور في نصابها.

وأوضح الداعية الإسلامي: ومن أمثلة ذلك: كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في المولد، وكيفية الحكم على أصحابه، وفقه الإنكار عليهم، فإنه قد بين أن المولد منكرٌ بدعةٌ محدثةٌ بلا شك، ومع ذلك قد يكون الحامل لأصحابها محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فيمدحون من جانب محبتهم القلبية للنبي صلى الله عليه وسلم، ويذمون من جانب ابتداعهم وإحداثهم.

وتابع "طه": ولو أسقطنا هذا على  تشجيع كرة القدم، فإننا لا نشك أنه لهو باطل، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كل ما يلهو به الرجل المسلم باطلٌ، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهنَّ مِن الحق»، (رواه أحمدُ، والترمذي)، موضحا أن معنى باطل هو أنه لا منفعة ولا خير فيه، ولا يلزم أن يكون حراما، إلا إذا اقترن به محرم آخر.

وواصل "طه" قائلا: ومع ذلك فبعض الناس ربما يكون حماسه لفريق دولة مسلمة، نابعا من شعوره بالولاء لهم ومحبتهم على الكفار، وهذا الولاء للمسلمين يمدح عليه، وإن كان تشجيعه للعب واللهو مما يذم عليه.

وأفاد بقوله: وكذلك في فقه الإنكار عليهم، يراعى حال المخاطب، فبعض الناس لا يصبر على ترك الباطل بالكلية، لدنو همته أو غير ذلك، فيترخص بشيء من هذا الباطل (غير المحرم) ومثل هذا لو نهي عن ذلك، لربما اشتغل بالأفلام والمسلسلات الأشد فسادا وباطلا.

وفي هذا يقول شيخ الإسلام في كتابه''الاستقامة'': ''والباطل مِن الأعمال هو ما ليس فيه منفعة، فهذا يرخص فيه للنفوس التي لا تصبر على ما ينفع، وهذا الحق في القدر الذي يحتاج إليه في الأوقات التي تقتضي ذلك الأعياد والأعراس وقدوم الغائب ونحو ذلك''.

وتابع الداعية الإسلامي: وهذا كما ذكرنا محمول على اللعب الذي لا يشتمل على محرم، أما المشتمل على محرم فلا يجوز الترخص به بحال، ومع هذا ففي الإنكار على هؤلاء يراعى ما يشتغلون به عند نهيهم عن هذا الفساد، فإذا كانوا يشتغلون بمنكر أعظم، تركوا وما هم عليه، كما تقتضيه قواعد الموازنات بين المصالح والمفاسد.