• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • داعية: انشغال المهتمين بكرة القدم إلى حدِّ التفرغ ولو على حساب الصلوات والفرائض المكتوبات ينذر بخطر شديد

داعية: انشغال المهتمين بكرة القدم إلى حدِّ التفرغ ولو على حساب الصلوات والفرائض المكتوبات ينذر بخطر شديد

  • 56
الفتح - محمود عبد الحفيظ البرتاوي الكاتب والداعية الإسلامي

قال محمود عبد الحفيظ البرتاوي الكاتب والداعية الإسلامي، إن كرة القدم لم تعد  مجرد رياضة أو لهوًا مجردًا غير محفوف بالشُّبُهات، والمخاطر البدنية والنفسية والعقدية، وإنما أصبحت صناعة تَعبَث بالعقول والأفهام، وتمرر من خلالها كثير مِن الموروثات والأفكار المخالفة لعقائد الأمم والشعوب؛ فصارت تستهدف احتواء الجماهير مِن شَتَّى الشعوب والبلدان، وتعمل على تحفيزها وشحنها، وتخديرها، وفرض ثقافات مغايرة لما نشأت وترعرعت عليه.

وأشار الداعية في مقال له نشرته الفتح، إلى قول شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- في بيان حكم التكسب من اللعب: "بذل المال فيما لا ينفع في الدِّين ولا في الدنيا منهي عنه، وإن لم يكن قمارًا، وأكل المال بالباطل حرام بنص القرآن، وهذه الملاعب من الباطل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ المُسْلِمُ بَاطِلٌ، إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ" (رواه أحمد وغيره، وحسنه الأرناؤوط في تحقيق مسند الإمام أحمد، وقول الألباني: صحيح إلا قوله: "فإنهن مِن الحق")... وقد يرخَّص في بعض ذلك إذا لم يكن فيه مضرة راجحة، لكن لا يؤكل به المال؛ ولهذا جاز السباق بالأقدام والمصارعة، وغير ذلك، وإن نهي عن أكل المال به" (الفتاوى الكبرى)، وذكر السيوطي رحمه الله: "عدم جواز التكسب باللهو حتى لو كان مباحًا، وهذا ما عليه أكثر أهل العلم" (انظر: الأشباه والنظائر).

ونوه عبد الحفيظ عن ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية: "ما لا يستعان به في الحروب: كاللعب بكرة القدم، والملاكمة، والمصارعة؛ فلا يجوز إن كان بجوائز للفائز، وإن كان بغير جوائز جاز منه ما لا يشغل عن واجب، ولا يوقع في محرم، ولا ينشأ عنه ضرر وإلا حرم".

وأوضح الداعية أنه قد وصل انشغال المهتمين والمعنيين بكرة القدم إلى حدِّ التفرغ لمتابعة هذه المباريات، ولو على حساب الصلوات والفرائض المكتوبات، حتى استشرى ذلك وعم على المقاهي وداخل البيوت، بل تعاطى ذلك الكبار والصغار، وصارت النساء أيضًا ينشغلن بها، ويحرصن على متابعتها!.

وأكد أن هذا ينذر بخطر شديد من جرَّاء استمرار استنزاف هذه الساحرة المستديرة واستباحتها لعقول مَن تأثَّروا بها، وظنوا أنها مصدرٌ لصناعة الأمجاد والبطولات، وهم يجهلون حقيقة ما آلت إليه هذه الصناعة، وكيف تقف خلفها جهات تعمل على استغلالها لتكون منطلقًا لنشر دعواتها الباطلة والهدَّامة بين شعوب العالم، كما هو غير خافٍ الآن، بل صار أمرًا واضحًا جليًّا يصرِّحون به من ضرورة دعم الإباحية والشذوذ من خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر.