صرف الأدوية والفيتامينات دون "روشتة".. كارثة تهدد صحة المصريين

برلمانيون يتقدمون بطلب إحاطة.. وأطباء يحذرون: تسبب أمراضًا بالجملة

  • 24
الفتح - أرشيفية

مخاوف عدة من الإقبال الشديد على تناول الفيتامينات دون وصفة طبية؛ الأمر الذي دفع بعض أعضاء مجلس النواب إلى التقدم بطلب إحاطة موجهًا لوزارة الصحة؛ للمطالبة بالحد من هذه الظاهرة والتصدي لها، خاصة أن الإفراط في تناول الفيتامينات دون إشراف طبي ينتج عنه ما يعرف بـ "تسمم الفيتامينات"، علاوة على الإصابة بأمراض خطيرة جراء ذلك.

بدوره، أيد الدكتور أحمد زناتة، زميل كلية الأطباء الملكية بإيرلندا، هذه المطالب والتخوفات، مشيدًا باهتمام أعضاء النواب إذ أنها تعكس مدى الاهتمام بصحة المواطنين، وأهمية تنظيم الممارسة الطبية بما يتماشى مع الدراسات والتوصيات الطبية السليمة.

وقال زناتة في تصريحات لـ "الفتح" إن تناول الفيتامينات بهذه الصورة التي تجعل البعض يعتقد أنها أكسير الحياة، والرحيق الذي يعيد للشخص حيويته و نشاطه، طريقة خاطئة، مؤكدًا أنه لا ينصح بتناولها إلا إذا كانت هناك علامات تدل على نقصها بالجسم، أو وُجد بالتحليل المعملي نقص حاد فيها ويجب تعويضها، كما أكد أنه لا ينصح مطلقاً بأخذ الفيتامينات دون ضرورة.

ودلل زناتة على صحة كلامه أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى يتناول فيتامين "د" بغرض القضاء على الخمول والكسل، ولكن الإفراط في تناوله يسبب آلام العظام وحصوات الكلى ونقص الماغنيسيوم والبوتاسيوم، والذي بدوره يسبب الوهن والخمول، كذلك الحال بالنسبة لمن يتناولون فيتامين A الذي يؤدي إلى تشوش الرؤية وتلف الكبد واصفرار العينين حال الإفراط في تناوله، مشيرًا إلى أنها بعض الأمثلة فقط وأن هناك العديد من الحالات المشابهة مع الفيتامينات المختلفة.

وبيّن زميل كلية الأطباء الملكية بإيرلندا أن السبب الرئيسي في انتشار الفكر الخاطئ بأهمية الفيتامينات وتناولها دون داعٍ، هو انتشار الفيديوهات غير المنضبطة والتي تصدر عن أشخاص همهم الربح فقط دون النظر إلى مصلحة المريض الفعلية، وكذلك بسبب انتشار الإعلانات مدفوعة الأجر التي تشجع على هذه الممارسة، مشددًا على ضرورة وضع ضوابط لمشاهير السوشيال ميديا وكذلك للإعلانات المغرضة.

ويرى زناتة أن من الأسباب التي أدت إلى انتشار الفيتامينات والإفراط في تناولها، هو انتشار الثقافة الشعبية الخاطئة منذ قديم الأزل، مناشدًا وزارة الصحة باستخدام صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي في رفع الوعي المجتمعي و الوعي الصحي بشأن هذه الفيتامينات.

بدوره، يرى الدكتور أحمد رشوان، عضو اللجنة الصحية بحزب النور، أن الأمر لا يقتصر على الفيتامينات فقط بل يجب أن يشمل الأمر كل الأدوية، بحيث لا يمكن صرف أي نوع من تلك الأنواع إلا بعد استشارة الطبيب، مشيرًا إلى أن البعض يرى أن الفيتامينات تبدو آمنة جدا، لكنه لا يعلم أن الإفراط في تناولها يؤدي إلى "تسمم الفيتامينات" وإلى الإصابة ببعض الأمراض.

وطالب رشوان في تصريحات لـ "الفتح" ببعض الخطوات التي تحد من الإفراط في تناول الأدوية بوجه عام والفيتامينات على وجه خاص، وعلى رأسها إخضاع عملية الصرف للإشراف الطبي، مشددًا على أهمية تحذير الصيادلة من منح الدواء أو الفيتامين لأي شخص دون أن تكون لديه وصفة أو روشتة طبية.

كما ناشد رشوان الصيادلة بعدم منح المريض علاجًا أو وصفة طبية دون أن يخضع المريض للكشف الطبي على يد طبيب مختص، معربًا عن رفضه أن يذهب شخص ما إلى الصيدلية ويشتكي ألمًا هنا أو هناك، فيقرر الصيدلي منحه الدواء أو الفيتامين، مشيرًا إلى أنه يمكن القبول بها الأمر في الأدوية المتعلقة بالتجميل والأمور المشابهة أما بقية العلاجات لابد من روشتة ووصفة طبية.