كذلك لنثبت به فؤادك

ا سارة أمين

  • 37

حين اقرأ القرآن وأنا حزينة أشعر بالآيات تلتف حولي كضمادة، تمتص مني الألم كلّه وتشعرني كأنها دواءٌ، أحس بها تربط على قلبي وتقول لِي: ﴿لا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي﴾

مشهد أخذك المصحف حتى تقرأ وردك، أو تراجع، أو تقرأ تفسيرًا مثلًا، بالشكل الروتيني العادي هذا؛ لا تعرف كيف -بفضل الله عز وجل- سوف تفرح وستكون عزيزًا بسببه في الآخرة!

لحظة خروج روحك؛ ما ظنك بترفق الملائكة بحاملٍ للقرآن ملازمٍ له، عامل بِه..؟

ولحظة ظهور القرآن لك

حين ينشق عنك قبرك

وهو يقول لك "أنا صاحبك القرآن.." !

"ويكسى والداه حلتين

لا تقومان لهما أهل الدنيا"

والْحُلَّةُ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ،

وهاتان الحلتان لا تُعدلان

بالدنيا وما فيها!

أو عندما يقول القرآن لله عز وجل: "يا رَبِّ حَلِّه"، أي: يا رَبِّ ألبِسْه حُلَّةً، وزيِّنْة وأكرِمْ منزِلَتَه!

"يا رب زده" أي: يا ربّ زِدْ قارِئَ القرآنِ إكرامًا، وزِدْ منزِلَتَه إعلاءً وتكرِيمًا!

"فيُلبَسُ حلَّةَ الكرامَةِ"، أي: فيُلبَسُ قارِئُ القرآنِ حلَّةً تسمَّى حلَّةَ الكرامَةِ، والحُلَّةُ هي ما يُلبَسُ فوْقَ الثِّيابِ للزِّينَةِ والرَّفاهيَةِ!

"يا رب ارضَ عنه، فيَرضَى عنه،  فيُقالُ لهُ: اقْرأْ، وارْقَ، ويزادُ بِكُلِّ آيةٍ حسنةً" ! 🤍

استحضر البُعد الآخروي لحسن تعهدك للقرآن، واجتهد واصبر، ولا يكن لك همٌّ سواه. القرآن مشروعك ومستقبلك فوق الأرض وتحت الأرض.