غذاء الروح

ا مريم عباس

  • 37

يعاني الكثير من الناس من نقص في الغذاء، ولكن ليس الغذاء الذي نعلمه، إنه نقص حاد في غذاء الروح!.

كثير منا ما يهتم بغذاء البدن، ويغفل عن أن النفس تنشق إلى قسمين هما "الروح والبدن" ولابد من تغذية كليهما.

فغذاء الروح لا يقل أهمية عن غذاء البدن، والروح السليمة تتمثل في سمات النفس المطمئنة.

فهيا بنا لنعلم ما هي النفس المطمئنة، وكيف نبني نفسًا مطمئنة؟

النفس المطمئنة هي إحدى درجات النفس الأساسية التي ترتقي بأعمالها من حال النفس الأمارة بالسوء حتى تصل إلى مرتبة الاطمئنان.

والطمأنينة هي سكينة القلب واستقراره بزوال القلق والانزعاج والاضطراب وامتلاء الروح بالرضا والانشراح وثبات القلب عند هجوم المخاوف عليه

فكيف نغذي أرواحنا لنصل إلى النفس المطمئنة؟

1- الذكر.

تأمل معي كيف للقلب أن يفزع عند ذكر الخالق؟! كيف له أن يقلق وهو يذكر الرزاق؟، كيف للإنسان أن يستوحش الحياة وهو يذكر الحليم الودود المعين؟، إن ذكر الله يزيل كل منغصات النفس، فلا وصول للنفس المطمئنة إلا بذكره، قال الله تعالى: (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، فالذكر هو غذاء للروح. وبالذكر تحيى القلوب وتوقظها وتبعث الطمأنينة والسكينة في النفوس وتورث أصحابها حالة من الرضا والأنس وهدوء البال.

2-الدعاء.

وهو أهم غذاء للروح، وهو أكثر ما يعين الإنسان على الوصول للنفس المطمئنة. فهو صلة قوية بين البشر وخالقهم، نشعر بالدعاء بالقرب الشديد من الله ويصاحبه يقين بأن الله قادر على استجابة مطالبنا وأنه قادر على كل شيء فتطمئن قلوبنا.

٣- كثرة الطاعة والبعد عن المعصية.

وكثرة الأعمال الصالحة من العوامل الأساسية لبناء نفس مطمئنة، فهي تثمر قربًا من الله، تعقبه راحة وسكينة وانشراح، بخلاف المعاصي التي هي سبب لظلمة القلب والقلق والكآبة.

فيا قارئي ألست معي أننا نألم لنقص غذائنا من طعام وشراب وربما تمرض أجسامنا لكنه بالصبر عليه في حال الفقر نؤجر يوم يصب على الصابرين ثوابهم بغير حساب

أما غذاء الروح فلو نقص فالخوف الخوف من أمراض الذنوب والنفاق والكفران .