مخطط استعماري لإعادة نشر اللغة الفرنسية في المغرب العربي وإفريقيا

باحثون: نزعة الاحتلال تطغى على فرنسا.. ونشر "العربية" والتمسك بها بات فرضًا

  • 25
الفتح - مقاطعة اللغة الفرنسية في المغرب

لا تزال النزعة الاستعمارية تتغلل في فرنسا، تلك النزعة التي تشكل تاريخها الاستيطاني الذي احتل العديد من دول العالم النامي وعلى رأسها دول شمال إفريقيا والمغرب العربي وسرق موارده واعتدى ثقافته ولغته ودينه ومعتقداته، وبينت تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استمرار هذه النزعة، إذ دعا إلى نشر اللغة الفرنسية بشكل موسع في دول المغرب العربي وإفريقيا.

وقال ماكرون إن اللغة الفرنسية تراجعت في دول المغرب العربي مقارنة بوضعها قديمًا، مشددًا على ضرورة استعادة مكانتها، وأرجع ذلك لأسباب سياسية منها رغبة أصحاب بلاد المغرب العربي في استعمال لغتهم العربية ولغات أخرى مثل الإنجليزية. 

ولم يتوقف حديث الرئيس الفرنسي الذي احتلت بلاده دول المغربي العربي- تونس والمغرب والجزائر- بل أكد على أن استعادة مكانة اللغة الفرنسية في تلك البلاد ضرورة وتحدٍ حقيقي، منبهًا إلى أهمية انتشار اللغة الفرنسية في المغرب العربي وقارة إفريقيا، موضحًا أن اللغة الفرنسية في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث الانتشار ويتحدث بها أكثر من 300 مليون فرد، وأن هذا الواقع يجب تغيره بأن تتقدم اللغة الفرنسية في مرتبة أقرب من ذلك. 

وفي هذا السياق، قال أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية والفكرية، إن تصريح ماكرون يدل على النزعة الاستعمارية الاستيطانية لدى فرنسا، وأن هذه الدول التي تزعم أنها متحضرة إلا أن نزعتها في الاحتلال والخراب تطغى عليها.

وأوضح الشحات في تصريحات لـ "الفتح" أن فرنسا وبريطانيا لم تخرجا من بلاد إفريقيا والمغرب العربي، إلا بعد ضمان أن تظل التبعية الفكرية والثقافية والهوية المجتمعية التابعة للغرب وعلى رأسها اللغة والثقافة، مشيرًا إلى أن أي تغير في هذا الأمر يعكر عليهم صفو ما يريدون.

وأكد أننا نستطيع أن نفهم من ذلك التصريح أن فرنسا دولة الاحتلال التي أذاقت دولًا كثيرة ذل الاستعمار لسنوات عدة، لا زالت تطمح في أن تستعمر دول المغرب العربي ولو ثقافيًا ولغويًا واقتصاديًا.

وقال الدكتور وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إن اللغة مقياس تقدم الأمم وحضارتها وأداة التعبير عن الدين والهوية والعقيدة وتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، مضيفًا أن مقياس التغلغل الثقافي يكون باستخدام اللغة في المجتمعات والأوطان، وأن تمسكنا بلغتنا العربية يعبر عن تمسكنا بديننا وهويتنا وثقافتنا الإسلامية ويعزز من وجودنا ومستقبلنا وقوتنا على دفع مخاطر الغزو الحضاري والثقافي للغرب. 

وأوضح سمير في تصريحات لـ "الفتح"، أن هذه الدولة الاستعمارية -فرنسا- والمنظمة الفرنكوفونية (التي تمثل سفراء الدول التي كانت مستعمرة لفرنسا) لا تفتأ أن تحافظ على إرث استعمارها رغم أننا الآن في عالم الدول المستقلة -كما يزعمون-، مضيفًا أن حقيقة الاستعمار والاحتلال الثقافي لا يزال موجودًا ويسعى بكل قوة إلى تمدده ومحو الثقافة الإسلامية الأصلية لهذه البلدان.

وشدد سمير على ضرورة الحذر من هذا الاحتلال الثقافي ومواجهته بالتمسك بلغتنا العربية لغة القرآن الكريم التي شرفنا الله بها، وأن ننتبه لمخططات التغيير الثقافي والديموغرافي في ظل هذا الصراع الذي يؤججه الغرب عبر سعيه لفرض ثقافته ولغته، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون لنا برامج لتعليم أبنائنا اللغة العربية وإتقانها أولًا والاعتزاز بها ثم نشرها بين دول العالم لمواجهة الغزو الثقافي الغربي الذي يسعى لطمس هويتنا.

وقال الدكتور عبد العزيز النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن "العربية" لغة القرآن والسنة ولغة الإسلام، وينبغي على الدول العربية فرضها على كل من يعمل أو يعيش على الأراضي العربية في تجارته واستثماراته وتعاملاته حتى لا تنقرض لغة الضاد وتتلاشى ونستطيع أن نواجه الغزو الثقافي الحضاري للغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية التي استعمرت بلادنا في المغرب العربي لسنوات.

وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، في تصريحات لـ "الفتح" إلى أن الغرب ومنه فرنسا تخشى اللغة العربية وتعرف أهميتها وترى انتشارها بين دول العالم لذا ينفقون أموالًا كثيرة ويقدمون دعمًا كبيرًا لمن ينشرون لغتهم بين سكان الدول العربية وقارة إفريقيا التي يتغلغل فيها الغرب اليوم ومنهم فرنسا التي لها جنود ومنظمات وتقدم دعمًا ماديًا لنهب خيرات عدة دول إفريقية.

وحذر النجار من خطر الغزو الحضاري والثقافي الغربي، مؤكدًا أن المواجهة تكون بتعلم لغتنا والاعتزاز بها في بلادنا أولًا ومن ثم دعم جميع المراكز الإسلامية والعربية على مستوى العالم التي تنشر اللغة العربية أسوةً بهؤلاء.