الاتزان النفسي

ا جهاد الصاوي

  • 53

الحياة مليئة بالضغوطات والمشاكل والتحديات التي تواجه الرجال والنساء في الأحداث والأشخاص لأن الدنيا دار ابتلاء، ويُبتلى المرء على قدر دينه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل شيء نواجه به هذه الابتلاءات بعد اللجوء إلى الله، الاتزان النفسي.

يأتي الاتزان النفسي عند المرأة من أمرين، قوة إيمانها وقوة ثقتها بفعل الله سبحانه وتعالى، أن ما يفعله الله هو الخير المطلق مع الأخذ بالأسباب، ثانيًا تفكيرها مع شعور الاستحقاق لأنها مؤمنة بالله من أمة الإسلام؛ فهي تستحق الأفضل وتسعى لذلك بالتوكل على الله والأخذ بالأسباب.

ومن الأشياء المعينة أيضًا للحفاظ على صحة المرأة النفسية الذِّكر، يقول الله تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، الذكر من الأسباب المعينة على الصحة النفسية، فالذكر يجعلنا في حالة استحضار دائم للفاعل الأكبر الوحيد في هذا الكون، فتستقبلي المشاكل والتحديات في الأحداث ومن الأشخاص وأنتِ مدركة أن الله مهيمن وراء كل شيء وقادر أن ينجي عباده من أي شيء {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} فكوني كثيرة الذكر وراقبي أثر ذلك في قوة روحك على استقبال تحديات الحياة.

وتخيلي الجيد والسيئ من الأحداث والأشخاص لأنها طبيعة الحياة أيضًا، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم. 

أنتِ مؤمنة حينما تعتزي بالله فأنتِ قوية، واعلمي أنه لا يجتمع مرضٌ نفسي مع الإيمان لأن الله موجود كل شيء بيده، كل ما حولكِ بيد الله، كل من حولكِ بيد الله، كل من فوقكِ بيد الله، كل من تحتكِ بيد الله، لا يمكن أن يُقبل خوف أو فزع وهلع وانهيار مع الإيمان بالله، بل إن الإيمان بالله أصل في الصحة النفسية، يقول تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}

التماسك والقوة والمعنويات المرتفعة ومواجهه الأخطار بثبات يحتاج إلى إيمان، وأخطر شيء في حياة الأمة أن يُهزم الإنسان من الداخل، والمؤمنون الصادقون لا تضعف معنوياتهم أبدًا، ولنكن على يقين دائمًا أن الله لا يتخلى عن المؤمنين.