تعرف كيف تجند داعش النساء من مختلف بقاع العالم؟

  • 71
سيدة داعشية

رغم الرعب الذي اجتاح العالم إزاء قطع رؤوس الصحفيين الأمريكيين، جيمس فولي وستيفن سوتلوف، من قبل الجماعة المسلحة المتطرفة المعروفة بداعش، ولكن البعض قد أبدوا ابتهاجهم بذلك على وسائل الإعلام الاجتماعية.فقد أعرب عدد من الجهاديين الغربيين وأنصار داعش في سوريا عن سعادتهم بهذا النصر، ووعدوا بمزيد من جرائم القتل القادمة.فقال أحدهم في مدونةٍ: "كنت أتمنى لو فعلت ذلك بنفسي".

كما سأل آخر عن روابط لأشرطة الفيديو التي تعرض عملية قتل فولي، وسخر قائلًا: "لا بدّ أن المملكة المتحدة ترتعش الآن".

لقد كان هذان الشخصان من النساء. إحداهما هي خديجة داري، التي تحمل اسم "مهاجرة إلى سوريا" على تويتر، كما أعلنت رغبتها في تكرار تلك العمليات بقولها: "أنا أريد أن أكون أول امرأة بريطانية تقتل إرهابيًّا من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة".

دائمًا ما لعبت النساء دورًا في الحروب، إن لم يكن عن طريق القتال الفعلي ففي مجالات حيوية مثل جمع المعلومات الاستخباراتية، والرعاية الطبية، وإعداد الطعام والدعم.

والأمر ينطبق على داعش التي تعلن أنها تعمل لإقامة دولة الخلافة، حيث تقوم داعش بتجنيد النساء في دعم الأدوار الحيوية عن طريق حملات فعّالة على وسائل الإعلام الاجتماعية التي تعدهن بأزواج مجاهدين أتقياء، ومنزل في دولة إسلامية حقيقية.

ويستحيل تأكيد العدد الدقيق للنساء اللاواتي انضممن إلى الجماعات الجهادية في سوريا، لكنّ المحللين في المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن يقدّرون أن هناك حوالي 30 امرأة أوروبية في العراق وسوريا، إما كمرافقات لأزواجهن أو أنهن ذهبن بنيّة الزواج من أحد أعضاء داعش وجماعات متشددة أخرى.هذا الرقم قد يكون أقلّ من 10 في المئة من عدد الرجال الغربيين الذين يشاركون في القتال في سوريا والعراق، ولكن الخوف هو أن عدد النساء المجندات قد ينمو بسرعة أكبر.

فقد شكلت النساء 45% من الحالات التي رصدها خطّ ساخن أُنشئ مؤخرًا في فرنسا لرصد علامات التطرف الجهادي، ووفقًا لوزارة الداخلية هناك، كانت هناك عدة حالات لنساء لم يتجاوزن سن الـ 16، اعتقلن في المطارات الفرنسية للاشتباه بمحاولتهن السفر إلى سوريا للانضمام إلى داعش.

ومن النماذج أيضًا كانت فتاتان نمساويتان، تتراوح أعمارهن بين 15 و16، ذهبن إلى سوريا في أبريل الماضي، كما أن هناك التوأمين البريطانيتين البالغتين من العمر 16 عامًا واللتين لحقتا بشقيقهما الأكبر سنًا إلى سوريا حتى يتمكنوا من الزواج من الجهاديين، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

كما ألقي القبض على أمريكية تبلغ من العمر 19 عامًا تدعى شانون مورين كونلي من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في أبريل الماضي أيضًا، بينما كانت تستعد للسفر إلى تركيا بهدف الذهاب إلى سوريا.وقد اتهمت بالتآمر لمساعدة منظمة إرهابية أجنبية.

ومن المعروف أن امرأة كندية واحدة على الأقل واثنتين من الصوماليات في سن المراهقة من النرويج قد انضممن إلى الجماعات الجهادية في سوريا أيضًا.

وتنتمي معظم أولئك النساء إلى داعش، التي تسعى بنشاط لتجنيد الغربيين كجزء من استراتيجيتها للتوسع عالميًا.

في بداية ظهورها، لم تشجع داعش انضمام النساء إلى صفوفها. وحثت النساء المتعاطفات معها على وسائل الإعلام الاجتماعية على دعم الجهاد بجمع التبرعات وتشجيع رجالهن للانضمام الى القتال.وأضافوا أن المرأة لا مكان لها في الحرب. ولكن مع اقتراب المجموعة أكثر من تحقيق هدفها، بدأت في تقديم الاستثناءات.حيث أطلقت دعوات لتجنيد الطبيبات والممرضات والمهندسات.

وعندما سيطرت داعش على مدينة الرقة السورية في عام 2013، قامت بتعيين قوة أمنية من الإناث لضمان امتثال النساء للقوانين الإسلامية في اللباس والسلوك.كما احتاجت الشرطة النسائية لتفتيش النساء عند نقاط التفتيش لضمان أنهن لا يحملن السلاح لتهريبه إلى المعارضة.كما إن الأهم من ذلك كله، هو أن داعش تريد للأسر أن تتكاثر.

ربما لم تكن حملة داعش لتجنيد النساء عبر وسائل الإعلام الاجتماعية على نفس الدرجة من التطور مثل حملتها لتجنيد الرجال المقاتلين.