داعية: الحقد مرض وصفاء القلوب وسلامة الصدور من أفضل نعم الله على العبد

  • 27
الفتح - تعبيرية

قال محمد عبد السامع، الكاتب والداعية الإسلامي، إن النفوس الخالية من الأحقاد نفوس راضية مطمئنة، علمت بما قسمه الله لها فرضيت بعطاء الله غير مستنكرة قسمة الله لها، مع سعيها في استجلاب ما ينفعها ودفع ما يضرها، حاملة في طياتها الحب والود للجميع دون تألم مما عند غيرها من نِعَمٍ أنعم الله بها عليهم.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، أن الله عز وجل حرم على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء، كما قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (المائدة: 91).

وأكد الداعية أنه لهذه المعاني حرَّم الله المشي بالنميمة بين الناس؛ لما فيها من حقدٍ فاقدٍ لمعنى الأخوة، ولما فيها مِن إيقاع العداوة والبغضاء، وقد رخَّصَت الشريعة الكذب للإصلاح بين الناس؛ لدفع الحقد والبغضاء وإزالتها من القلوب، قال ابن رجب -رحمه الله-: "ورخص في الكذب في الإصلاح بين الناس، ورغب الله في الإصلاح بينهم، كما قال -تعالى-: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء:114)" (جامع العلوم والحكم).

وشدد الكاتب على أن صفاء القلوب وسلامة الصدور من أفضل وأجل النعم على العبد ليكون بها سعيدًا في دنياه وأخراه، مؤكدًا أن الواجب على كلِّ مسلم صفي النفس: أن يحبَّ جميعَ المسلمين، ولا يحسدهم ولا يحقد عليهم، بل يرجو لهم المزيد من الخير والهداية والتوفيق، مع النصح لهم، فهم مجموعون على "لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ فوجبت لهم المحبة لذلك، فإن قصَّروا في أداء متطلباتها فيكره معاصيهم ويذكرهم بحقوق ربهم عليهم.