خيرها الاجتماعي

سلمى منصور

  • 39

ديننا شامل ومنهجنا وسطي يرعى جوانب الإنسان التربوية والدينية وكذلك الاجتماعية، فأوضح لنا الإسلام خصائص كل جانب ووضع لنا أسس تحقيقه، يشترك في ذلك الرجل والمرأة اشتراكًا عامًا وينفرد كل واحد منهما بأمور بناءً على اختلاف فطرتيهما، ونحن إذ نتكلم عن الجانب الاجتماعي في الاسلام علينا أن نعي الهدف منه أولا حتى يمكننا تحقيقه، فهدفه هو التكافل ونشر الفضائل والقضاء على الرذائل وفي تحقيق هذا الهدف عبادة لله سبحانه، فإذا علمنا ذلك علمنا أن الباب مفتوح لاستغراق كل الطاقات والقدرات واستغلال الوقت فيها وأن هذا من أبواب الطاعات التي يمكن التشارك فيها بين الرجل والمرأة.

ونحن هنا نخص المرأة بالذكر فإذا أرادت نيل الأجر من هذا الباب فعليها مراعاة خصائصها حتى لا تفسد من حيث تريد الإصلاح، فتؤدي حق بيتها وأولادها وزوجها فهو الأوجب ومن ثم تلتزم بآداب دينها في خروجها ملتزمة الحجاب الشرعي تاركة مواطن الخلوة والريبة والخلطة المحرمة، وتلتمس رضا زوجها في خروجها وإذنه في ماله.

فإذا حققت ذلك فلتسارع في أبواب الخير الاجتماعي فالمجال متسع بحضور جلسات العلم والمشاركة في الأعياد والمناسبات وحفلات الزواج، والتزاور لأهلها وجيرانها ومعاونتهم ومبادلة الهدايا معهم وعيادة المريض منهم وتمريضه وتغسيل ميتهم، وكذا التصدق على الفقير ونشر العلم، ولكل هذا نظائر من فعل نساء العهد الأول اللاتي وَعين شمولية دينهم وبالتبعية مسؤولياتهم فضربوا أروع الأمثلة في المشاركة المجتمعية للمرأة .