سوريا.. شتاء طويل ومخيف"مع تفاقم مأساة الجوع والبرد والمرض

  • 46
الفتح - اللاجئين السوريين

يستعد السوريون لشتاءٍ طويل وقارس البرودة، مع تفاقم أزمة الوقود، فالعديد من العائلات تؤكد أنها لا تستطيع أن تتحمل تكاليف التدفئة، بسبب ارتفاع سعر المازوت والغاز، في الداخل السوري، ولا يستطيع الملايين من السوريين تحمّل تكاليف التدفئة من أجل أطفالهم هذا الشتاء، لذا تتناوب بعض العائلات على الاعتناء بالصغار، على أن يقتصر تشغيل التدفئة في المنزل الذي يمكث فيه الأطفال.

إذ لا تقدر الأسر السورية على تحمّل تكلفة شراء المازوت والغاز، أو حتى العثور عليهما في كثير من الأحيان، مما يضطر البعضَ إلى اللجوء لحلول مبتكرة ويائسة، للتغلب على أزمة الوقود، التي تزيد من مصاعب الحياة بعد مرور أكثر من عقد، منذ اندلاع الأزمة في سوريا.

الانهيار الاقتصادي في سوريا، الناجم عن سنوات من حرب بشار الأسد على السوريين والعقوبات الغربية، وانهيار العملة، وخسارة الحكومة الأراضي المنتجة للنفط شمال شرقي البلاد، يدفع ملايين الأشخاص إلى براثن الفقر كل عام، ويمكن للسوريين الذين ما زالوا مؤهلين للحصول على المازوت المدعوم شراء 50 لترا، بسعر 500 ليرة للتر الواحد، أي أقل من 10 سنتات أميركية، لكن التوريد يجري بوتيرة بطيئة وغير منتظمة، والكميات لا تكفي لاستهلاك الأسرة لفترة طويلة.

أمرٌ دفع العديد من السوريين للتحول من المواقد التقليدية التي تعمل بالمازوت ويستخدمونها لطهي الطعام وتدفئة المنازل، إلى بدائل تعمل بالحطب أو حتى قشور الفستق، وهي أرخص سعرا ومتوفرة بكثرة في بعض الأجزاء من سوريا، ووفق منظمات إغاثة، فإن 9 من كل عشرة سوريين يعيشون تحت خط الفقر، وإن عدد الذين هم بحاجة ماسّة للمساعدات هذا الشتاء زاد 28 في المئة، مقارنة بالعام الماضي

ويعيش اللاجئين في المخيمات في الشمال السوري دون أدنى وسائل الحياة الطبيعية وفي أفضل الأوقات يحصلون على وجبة واحدة يوميًا ويعانون من البرد الشديد وهطول الأمطار والثلوج مع انعدام وسائل التدفئة وندرة العلاج ويتعرضون لشتى أنواع المعاناة.