• الرئيسية
  • الأخبار
  • الكبر داءٌ خطير.. داعية: الرجوع إلى الحق فضيلة وليس على العبد أن يكـون متصفًا بالعصمة

الكبر داءٌ خطير.. داعية: الرجوع إلى الحق فضيلة وليس على العبد أن يكـون متصفًا بالعصمة

  • 25
الفتح - التوبة

قال نصر رمضان الكاتب والداعية الإسلامي، إنه ليس المطلـوب من العبد أن يكـون متصفًا بالعصمة من الوقوع في الخطأ، مضيفًا أنه في النهاية بشـر، والخطـأ والنسيـان من طبـائعه، لكن المطلوب أن يكون قريب العودة إلى الحق، لافتًا إلى قول الله -تعالى-: (‌وَالَّذِينَ ‌إِذَا ‌فَعَلُوا ‌فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 135).

وأوضح الداعية في مقال له نشرته الفتح، أن المطالع لسِيَر السَّلَف الصالح لن يجدهم متصفين بالعصمة، لكنهم إذا وقع الخطأ منهم، كانوا أحق الناس بقول الله -تعالى- فيهم: (‌إِنَّ ‌الَّذِينَ ‌اتَّقَوْا ‌إِذَا ‌مَسَّهُمْ ‌طَائِفٌ ‌مِنَ ‌الشَّيْطَانِ ‌تَذَكَّرُوا ‌فَإِذَا ‌هُمْ ‌مُبْصِرُونَ) (الأعراف: 201).

وأكد رمضان أنه كان الواحد من السلف الصالح إذا أسـاء أحسن، وإذا أذنب استغفر، ولسان حاله ومقاله: "لأن أكون ذَنَبًا في الحق، خير من أن أكون رأسًا في الباطل".

وتابع: "إن الكبر داءٌ خطير، يورد صاحبه الموارد، ويمنعه من قبول الحق، وهو السبب الذي طُرد إبليس لأجله من رحمة الله، وهو أحد أسباب كفر وعناد مشركي أهل مكة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: (إِنَّ اللهَ ‌جَمِيلٌ ‌يُحِبُّ ‌الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ) (رواه مسلم)، أي: التكبر عن قبول الحق والانقياد له، واحتقار الناس وازدراؤهم؛ فهذا هو الكبر".

وشدد على أنه من علامات التواضع: قبول الحق من أي أحد، فحقيقة التواضع: خضوع العبد لصولة الحق، وانقياده لها، فلا يقابلها بصولته عليها، مضيفًا أن المتواضع لا يبرح مراجعًا رأيه واجتهاده وعمله، فإن ظهر له الحق في خلافه؛ رجع عنه، وإن كان ما رجع إليه قولًا لمخالفه، أو رأيًا لمن هو دونه؛ فلا يليق بعاقل أن يرد الحق حتى وإن كان قائله مبطل، فالعبرة بالقول لا بالقائل.