الساحرة المستديرة

هيام عرفة

  • 52

حُكي أن يومًا أرادت واحدة من البلاد العظمى أن تشن حربًا على دولة الإسلام لهذا أرسلوا جاسوسًا يستطلع لهم الأمر وينقل لهم كل ما يجده وبينما هو شارف علي الوصول لإحدى القرى الإسلامية شاهد طفلًا لا يكاد يتجاوز السابعة يبكي بحرقة شديدة، فلفت نظره وأثار فضوله ليقترب منه متسائلًا لم يبكي هكذا ليجيبه بقهرة أنه أصاب تسعة أهداف من أصل عشرة ليذهل الجاسوس قائلا بأنه أصاب تسعة فما الضير من فقدان هدف واحد أمامهم ليرد المقاتل الصغير أنه يبكي لأنه لو كان في حرب لأفلت واحدًا من أعداء الإسلام ليفر الجاسوس إلى أسياده مخبرًا إياهم بأنه لا طاقة لهم لمجابهة هؤلاء القوم .

لم تنتهِ القصة هنا فبعدما مرت عدة سنون تم إرسال جاسوس إخر وما أن اقترب من إحدى القرى حتى وجد شابًا يبكي بشدة فاقترب منه ليرى ما به ليخبره الفتى أنه يبكي لفراق حبيبته ليعود إليهم مستبشرا فرحاً بأنه قد آن لهم الأوان للاحتلال .

وهذا هو ما يحدث معنا الآن يلتف العالم بأسره حول كرة مطاطية قد يقتل لأجلها وما أحداث مذبحة بورسعيد عنا ببعيد والتي راح ضحيتها 73 قتيلا و254 مصابًا لأجل تلك الساحرة المستديرة.

أوهمنا الغرب أن الفوز بتلك الكرة قمة الانتصار، الهدف الذي يحرزه هو إضافة للتاريخ أصبح أقصى طموحنا الدخول فقط للمونديال تم جرنا بعيدا عن هويتنا تم مسخ أهدافنا من تحرير القدس ومساعدة أهلنا في جميع بلاد الإسلام التي تقع تحت طائلة الاحتلال والغزو سواء الفكري أو العسكري ليتم سلخ عروبتنا وحصارها داخل دائرة مطاطية تتقاذفها الدول العظمى بالأقدام، ويكونون هم الرابح الحقيقي لتلك المسرحية الساخرة وتظهر الألقاب هذا فخر س، وذاك فخر ص، وذاك فخر ح، وتراه هو يفخر بجسد زوجته العاري أي فخر في رجل زوجته غير محجبة ساترة لأي من بدنها ما تلبس لا يترك للخيال شيء مجردة من ثوبها كما جرد هو من هويته العربية والإسلامية وليصبح مثل هؤلاء هو المثال والقمة التي يطمح إليها شبابنا وجيل أمتنا فخرنا هو ديننا الذي ارتضاه الله لنا لا الفيفا.