فِطرة

جهاد ممدوح

  • 44

غضة طرية، كزهرة في عودها تميل مع الهواء يمين وشمال، خلقكِ اللهُ أنثى ليّنة والضعف سِمتك، تبحثين عن الأمان لتجبري ضعفك فتطمأني وتأمني وتنعمي وتسعدي، ولكل مرحلة في حياتك مصدر للأمان مختلف، فقد تجدين الأمان في الأب، أو في الأخ، أو في الزوج، أو في الابن، ولكن اعلمي أنكِ خُلقتِ وحدكِ، وستموتين وحدكِ وستبعثين وحدكِ، لا تتعلقي ببشر فتجزعي وقت فراقه والفراق محتوم علينا، بل إن الأمان كل الأمان والقوة والاطمئنان في القرب من الله والتعلق بالله والتعبّد لله وحسن الظن بالله.

الله وكيلك وحسبك ومنقذك فبمن ترتجي الأمان سواه وبمن يتعلق قلبك بغير الله؟

من استقوى بالله قوّاه ومن استعان بالله جبره ومن طلب العون من الله أعانه، من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد؟!

اقتربي من أحبّتكِ وتونّسي بهم وبقربهم، استمدي منهم الدعم ولكن التعلق لا يكون إلا بالله