• الرئيسية
  • الأخبار
  • "القاضي": تفشي الفقر والشكوى من ضنك العيش يحتاج إلى مراجعة دقيقة وحساب النفس

"القاضي": تفشي الفقر والشكوى من ضنك العيش يحتاج إلى مراجعة دقيقة وحساب النفس

  • 33
الفتح - د. محمد عمر القاضي

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج، إن مما يحزن، ويزيغ الأبصار، ويصل بالقلوب إلى الحناجر تفشي الفقر، واشتعال الغلاء والشكوى من ضنك العيش، وضيق الأرزاق وانتشار البطالة، مع الجشع، وطلب الغني بوسائل حرام، ومنها: الاحتكار ، وغياب قيم: التكافل الاجتماعي، والبر، والإحسان، والمعاملة بالفضل، وانعدام خلق الإيثار .

وتابع القاضي في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: ويسير هذا بالتوازي مع قلة الدين ، وضياع الأخلاق ، وقيام فرق بالإفساد الممنهج ، والمجاهرة بالفسق والدعوة إلى الفجور ، وظهور التفسخ في المجتمع، وقلة المصلحين الصادقين، وكثرة طرق الانحراف ووسائله،  وسهولة الوصول إليها ، وصعوبة الحلال وتعسره،  وانسداد الأفق أمام أعين الكثيرين، مع اليأس، والقنوط، وغياب الأمل ، والقلق المفرط على المستقبل، وانعدام الثقة في كل شيء؛ حتى تحول الكثير من الناس إلى وحوش متصارعة، وذئاب متقاتلة على جيفة نتنة، لا هم لأحدهم إلا نفسه ومصلحته، ثم من بعده الطوفان، وليحترق الجميع، وليذهب المجتمع إلى الجحيم، وتسابق الكل في إخراج أسوأ ما فيه، وأقبح طباعة، في مجاهرة مذمومة، ومفاخرة بالقبيح فاجرة، وشاعت من غير نكير  الجرائم، وظهرت بكثرة كاثرة الانحرافات ، وتفكك المجتمع على كل المستويات،

وأشار القاضي إلى أن الناس كالوحوش، يأكل الكبير الصغير، ويقتل القادر العاجز، ويفتك القوي بالضعيف، مستشهدا بقول الإمام الشافعي :وليس الذئب يأكل لحم ذئب... ويأكل بعضنا بعضا عيانا .

وأوضح القاضي أن ذلك بما كسبت أيدي الناس، والله يعفو عن كثير. 

وتابع قائلا: حتى ضج الناس، وقالوا: ( أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة)، وهي فتن المحيا التي استعاذ منها مولانا وسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومنها الفقر الذي تعوذ منه - صلى الله عليه وسلم- وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم-: " وأعوذ بك من فتنة الفقر "، وكان يلهج - صلى الله عليه وسلم-: " وأعوذ بك من: الفقر، والكفر، والفسوق، والشقاق، والنفاق ".

واختتم قائلا: الأمر يحتاج إلى مراجعة دقيقة، وإلى حساب النفس، وليبدأ كل منا بنفسه، ثم بمن يقدر عليه حتى نُعذر إلى ربنا سبحانه وبحمده.