جينات الطفل تحدد نوع تربيته الأسرية

  • 195

كشفت دراسة علمية مثيرة أن "الطبع" أو النمط الجيني الوراثي للطفل يتغلب عادة على التطبع أو التنشئة الأسرية, فلا يبدو ثمة نوع محدد من التربية الأسرية يمكن تطبيقها وبشكل مشابه على جميع الأطفال.

فوفق الدراسة التي أعدها فريق علماء ونشرت هذا العام في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" الأميركية (SPSP)  في 12-8-2013 : نوع الجينات الوراثية للطفل  تؤثر بشكل كبير في نجاح أو فشل التربية الأسرية.

فتفاعل الطبع الجيني للطفل مع التربية الأسرية التي يتلقاها تقرر مدى إستفادته ونوعية المشكلات السلوكية التي سيواجهها لاحقاً.

واستنتج الباحثون أنه لا يمكن تعيين نوع واحد من التربية الأسرية يصلح تطبيقه على جميع صغار السن, حتى لو كانوا أعضاء أسرة واحدة.وفق وجهه نظري الشخصية: يصعب تخيل نجاح طريقة تربية أسرية واحدة مع كل الأطفال.

فثمة نوع معين من صغار السن يصعب التعامل معهم بشكل حازم دائماً, ونوع آخر يصعب التعامل معهم بشكل متساهل دائماً, ولذلك, حري بالوالدين الأخذ بعين الاعتبار هذه الحقائق العلمية عند تعاملهم مع أطفالهم, فالبيئة الأسرية والطبيعة الوراثية للطفل تتناغم أحياناً وتصبح معضلة أحياناً أخرى ربما ستؤدي إلى حدوث مشكلات سلوكية يتبعها تصرفات سلبية.

فثمة أطفال يثورون على طرق تربيتهم الأسرية التقليدية وسيحاولون قدر ما يستطيعون, أحياناً لا إرادياً, التمرد على مبادئ وسلوكيات أسرية نشأوا عليها ولكنهم يعتقدون أنها الآن لا تناسبهم.

أؤمن شخصياً بغلبة التفكير العلمي والعملي على التفكير الخزعبلاتي والمبالغ فيه والذي لا تدعمه الأدلة العلمية الملموسة. ولذلك, أحاول قدر ما أستطيع أن أعقلن نظرتي الشخصية بالاعتماد على ما تخبرني به الأرقام وآخر الأدلة العلمية.

فأطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس, وآباء وأمهات اليوم ليسوا مثل قرنائهم في الماضي. بل ان التربية الأسرية في عالم متغير وعصري أصبحت هي نفسها تحدياً صعباً بالنسبة لكثير من أولوياء الأمور.

ولكن الأسرة الناجحة هي التي تحاول باستمرار أن تعثر على طرق تربية مناسبة تتوافق مع طبيعة أبنائها ومع نوعية البيئة الاجتماعية التي ينشؤون فيها.

فليس ثمة بالضرورة نجاح أو فشل في التربية الأسرية, بقدر ما يرتبط نجاح التربية الأسرية بمدى وعي الوالدين بما يجري حولهم من تغيرات اجتماعية ونفسية وتحديات مختلفة يواجهها أبناؤهم في عالم متغير وسريع الخطى. فلعل وعسى.