• الرئيسية
  • الأخبار
  • احفَظوا مِصر حتى لا يضيع تُراثُ المُسلِمينْ.. سامح بسيوني: المسلم الحصيف يتلمس الدروس والعبر

احفَظوا مِصر حتى لا يضيع تُراثُ المُسلِمينْ.. سامح بسيوني: المسلم الحصيف يتلمس الدروس والعبر

  • 74
الفتح - المهندس سامح بسيوني الكاتب والباحث في شئون الأسرة والمجتمع

قال المهندس سامح بسيوني الكاتب والباحث في شئون الأسرة والمجتمع، إن المسلم الحصيف هو الذى يتلمس الدروس والعبر والعظات في كل موقف أو مشهد من مشاهد الكون الفسيح، مضيفًا أن لله عز وجل فى كل مشهد من المشاهد حكم عظيمة ومنن جزيلة علمها من علمها وجهلها من جهلها يظهر الله بعضها ويخفي بعضها لحكمة عنده سبحانه لعل قلبًا يتعظ أونفسًا تدكر.

وأوضح بسيوني في مقال له نشرته الفتح، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في كل مشهد من تلك المشاهد المتعددة قدوة لنا في تعلق العبد بربه مع حرصه على صلاح العباد والبلاد، ويظهر ذلك في كلماته الجامعات صلى الله عليه وسلم فقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم.

وتابع: "ها نحن الآن نعيش في فصل الشتاء وتمطرنا السماء في الليل والنهار، فهلا تدبرنا فى كلمات ومواقف النبى صلى الله عليه وسلم حال نزول الأمطار؛ فقد ورد فى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْه وَسَلّم كان إذا رأى المطر قال :  " اللهمَّ صَيِّباً نافعاً "؛ أى اجعله مطرا أو عطاءا نافعا.

ونوه بأن الصيب: هو المطر النازل أو العطاء و النافـع:  أي الذي يرجى خيره، مضيفًا بأنه مطر يقع على الأرض فتنبت به النباتات، وينزل في جوفها فيُسقي الناس منه فيما بعد، مستطردًا: "فانظر رحمنى الله وإياك إلى ذلك القيد النبوى (نافعا )؛ لانه قد يكون هناك عطاء ينزل ولكنه لا ينفع؛ كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ليس السَّنَةُ بأنْ لا تُمطَروا ، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا"؛ فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يجعل الجدب (السَّنَةُ) هنا هو عدم نزول المطر، إنما جعله بضياع ما يترتب عليه من البركة والمنفعة".

وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا  الدرس الهام؛ وهو ألا نتعلق كأفراد بمجرد طلب العطاء الذى نتمناه، إنما يجب أن يكون التعلق بالعطاء الذى فيه البركة والنفع الخاص والعام، مشددًا على أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إن كان الامر على ما يرضى الله، فالبركة لا تكون إلا من الله، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته.

وحذر من أن يكون أحدنا سعيه لتحصيل ما يطلبه مرتبطًا بمجرد الرغبة فى التملك والعطاء فقط ولو كان بسبيل يغضب الله –كما يفعل الكثير الان من السعي للحصول على الأموال تحت ضغط الظروف الاقتصادية بالاقتراض الربوي الذي يتسبب في خراب البلاد وضياع العباد كونه حرب من الله كما قال الله–، مؤكدًا أن هذا هو عين الفساد الذي يهلك الحرث والنسل، وصدق الله حين قال:  ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ . .

وشدد بسيوني على أن هذه الوقفة الممطرة فيها من الإشارات ما نحتاجه فى بلادنا فى تلك الأوقات؛ فإن لم تعجبك إشاراتي؛ فلا أقل من أن تعتبر زفراتى: "احفَظوها إِنَّ مِصراً إن تَضِع ضاعَ في الدُنيا تُراثُ المُسلِمينْ".