• الرئيسية
  • الأخبار
  • محذرا منها.. "القاضي": وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت وكشفت المستور من مساوئ الطباع

محذرا منها.. "القاضي": وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت وكشفت المستور من مساوئ الطباع

  • 27
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمد عمر القاضي، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج: إن وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت وكشفت المستور من مساوئ الطباع، ولعلها صنعتها في النفوس، وأنبتتها؛ لأنه من المعلوم أن النفس البشرية فيها الخير والشر، وهناك عوامل تعين على تقوية جانب دون جانب، وتساعد في تنميته وتكبيره، ووسائل التواصل عند غالب الناس غذت جانب الشر في النفوس، وجعلته يستغول ويستوحش؛ حتى ابتلع خلال الخير فيهم، ودفنها، وكشر الشر عن نابيه، واسودت الصورة البيضاء.

وتحت عنوان "طباع الناس ووسائل التواصل! " أضاف القاضي قائلا: فهناك خلال سوء ظهرت مع هذه الوسائل، وخصال شر انتشرت، وأمراض أصابت الأجسام والأبدان، ووصلت إلى الأفئدة  والجنان، وشوهت الأرواح، وغيرت النفوس .أما بالنسبة للبدن فكثير من مستعملي هذه الوسائل قد أدمنوها كإدمان المخدرات، وأدت إلي أمراض بصرية، أعمشت النظر، وأعشته، وأسقمت العيون، وأمرضتها، ثم انتقلت إلي الذاكرة؛ فأضعفتها، وضربتها بداء النسيان في مقتل؛ فصرت تري شابا صغيرا ذاكرته ذاكرة شيخ خرف، أو ذاكرة ذبابة ، وضيع وقته في السهر عليه حتي ينام في يديه، ويستقيظ وهو ينظر إليه، وأضاع في المقابل استذكاره لدروسه، وأضعف مستواه العلمي، وإن استعمله في العلم فللغش، ولأخذ ما ليس له بحق، وهو من ضياع الأخلاق، وعم الشر وطم، وصار مألوفا أن تري الصغير والشاب والكبير يمشي في الشارع غير منتبه لمواضع أقدامه، ويفتح محموله ، بل ربما يقود سيارته وهو ينظر للمحمول في مشهد ينذر بكارثه .

وتابع القاضي عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك" قائلا: وكذلك خرب أعظم وأخطر ما يملكه المسلم، وهو الإيمان؛ فظهر النفاق مكشرا عن نابيه في أعلى صوره، وتعلم كثير من الناس الرياء، ومعاملة الخلق؛ لاستجلاب الإعجابات، واستمطار التعليقات، والاستحواذ علي المشاركات، وسماع كلمات الثناء والمدح من أصدقاء الصفحات؛ فيصور: صلاته، وزكاته، وصدقاته، وعمرته، وحجه .

وواصل حديثه قائلا: وتعلم كثير المفاخرة والمباهاة بالملابس، والشرب، والأكل، والمنزل؛ فصور كل شيء من رياش، وأثاث ، وأصاب الكثيرين حتي من أهل العلم والفضل وأرباب العقول، بالخلط، والتخبط ، والرؤية القاصرة، والنظرة التأثرية العاجلة. واستطاع هذا (المارك) ومن يجيدون استعمال هذا الفضاء، أن يجروا الناس وراءهم إلي ما يشتهون ، ويطبعوهم بما يحبون ، ويضعوهم حيث يريدون، والناس كأسراب الطير يتبع بعضها بعضا، وأبعدوهم عن الدين بعباداته وأخلاقه، ومعاملاته ، وبدلوهم بدين اخترعوه، وأخلاق ابتدعوها بهوي وضلال ، و معاملات خبيثة لفقوها لمصلحتهم وإعلاء قدرهم.

واختتم: فليتعظ العاقل، ولينتبه الغافل، وليتعلم الجاهل، فما أسرع مرور الأيام، وانقضاء الأعوام، ولن يذهب معك إلى القبر شيء من ذلك، والحساب شديد دقيق هنالك.