• الرئيسية
  • الأخبار
  • الكذب حرام ولو كان للمزاح والفكاهة.. "شومان": صناعة الفيديو عبر الإنترنت مسالك لكسب السيئات وتضييع الأوقات قبل جلب المال

الكذب حرام ولو كان للمزاح والفكاهة.. "شومان": صناعة الفيديو عبر الإنترنت مسالك لكسب السيئات وتضييع الأوقات قبل جلب المال

  • 32
الفتح - السوشيال ميديا

قال الدكتور عباس شومان، الوكيل السابق للأزهر الشريف، إنَّ الفيديوهات التي ينشرها الكثير من الشباب عبر اليوتيوب ومواقع الإنترنت على تفاهتها نجحت في جذب كثير من الناس حيث يجدون في مشاهدتها ابتسامة لحظيَّة إذا لم يحدثها الفيديو تصنَّعوها هم، وكأنهم يبررون لأنفسهم تضييع وقتهم في مشاهدتها، وهذه الفيديوهات تعتمد في غالب ما رأيته على الكذب التمثيلي الساذج ، وكل هذه مسالك لكسب السيئات قبل جلب المال العائد على الصانعين لهذه الأعمال، ناهيك عن الأثر شديد السوء العائد على الأطفال خاصة، فمع أنَّ الجميع يعلم بأنَّ هذه المشاهد تمثيليَّة وليست حقيقيَّة إلا أنها تغري الأطفال على تقليدها، وهو ما يؤصل في نفوسهم دون أن نشعر الاستهانة بالكذب؛ فيتحول إلى عادة في نفوسهم لا تقتصر على صناعتهم لمثل هذه الأعمال.

وأوضح شزومان في مقال له عبر فيس بوك، أن هذه الأعمال توافق أهواء النفوس البشريَّة التي تميل إلى المزاح واللعب والفكاهة أكثر من ميلها إلى الجد والاجتهاد، فإنها تسرق أوقاتهم  ولا يشعر من يتابعها بمرور الوقت إلا حين يفيق على إشارة تعْلِمُه بأن شحن هاتفه قد نفد، سواء أكان شحن البطارية أم كان شحن الباقة.

وتابع شومان: "وليعلم هؤلاء أنَّ الكذب حرام ولو كان للمزاح والفكاهة، وليعلم هؤلاء أنَّ الكسب الذي يوافق مقاصد شرعنا هو الكسب العائد من الإنتاج  والعمل الحقيقي الذي ينفع الناس، وليس التفرغ لإلهاء الناس وتضييع أوقاتهم بهذا الهراء وتلك التفاهات، فلا تنقصنا هذه الأعمال التافهة الملهية، فكيفينا ما نشاهده من إسفاف في الأعمال المسماة بالفنيَّة حتى في رمضان، و الأكاذيب التي يحترفها البعض ويخترعونها من خيالاتهم المريضة وخوضهم في أعراض الناس واتهامهم ظلمًا وعدوانًا؛ على شاشات الفضائيَّات وفي الفضاء الإلكتروني وعلى صفحات الجرائد، وفي أحاديث المقاهي والنواصي ،تحت مظلة الحريّات المزعومة".

وأكد شومان أنه لا يظن أنَّ مجتمعًا متحضرًا يزدحم بهذا الكم من التفاهات، وهذا الاستخدام للتطبيقات التي تتفتق عنها أذهان الناس، وحتى  هذا النوع من التطبيقات الذي يستهوي فئات كثيرة في مجتمعاتنا  ويستخدمونه استخدامات ضارة أو على الأقل غير مفيدة يمكن استغلاله بطريقة تنفع الناس، وذلك بتحويل هذه الأعمال التافهة إلى إعمال جادة تحمل معلومات وتوجيهات نافعة، وتبين الأثر السيئ للسلوكيَّات الخاطئة كإلقاء القمامة في طرقات الناس، و كثرة الثرثرة، والغيبة والنميمة، والإسراف في المأكل والمشرب، والإهمال في استذكار الدروس وأداء مهام الوظائف، وخطورة الغش التجاري وبخاصة في الأطعمة والأدوية، وتحذير الأطفال من الاقتراب من مصادر الخطر كالكهرباء والنار والآلات الحادة.. حتى مع استخدام الشكل الكوميدي الذي يحبه الأطفال والكبار،  أمَّا أن يرضى هؤلاء بتكسبهم من أعمالهم التافهة التي تثقِّل كفة سيئاتهم يوم القيامة، يضاف إليها نصيب وافر من سيئات من ضيَّعوا أوقاتهم في مشاهدتها، فهذا مسلك خاطئ، فلم يخلق الإنسان ليكون ملهيًا يضحك الناس عليه وليس على أعماله.

ونوه وكيل الأزهر السابق، أن كسب هؤلاء من هذه الأعمال إن كانت الأعمال خالية عن الكذب وغيره من الأمور المحرَّمة فهو كسب منزوع البركة؛ لأنه عائد مما لا نفع فيه، وإن تضمنت هذه الأعمال حرامًا كالكذب أو مادة مفسدة للأخلاق والقيم  فهو كسب حرام، وفي كل الأحوال فإنَّ الانشغال بهذه الملهيات لا يناسب مسلمًا مشغولًا بعبادته وعمله النافع لكسب رزقه الحلال، ولا يناسب مشاهدًا يعلم أنه سيحاسب على وقته وعمره فيما أفناه فعن أبي برزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَه، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ".

وبين شومان أن الله عز وجل قد امتدح صنفًا من عباده ونسبهم إليه فسماهم عباد الرحمن ومن صفاتهم: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }، وقال عن عباده المؤمنين {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون3]، وقال: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } .

واستطرد: "واعلم أخي وأختي ممن تضيعون أوقاتكم وأوقات الناس أنَّ الحياة قصيرة وأنكم في حاجة لتحصيل بعض حسنات وليس لكسب كثير من السيئات. هدانا الله وإياكم سواء السبيل".