السوريّون يصارعون "الموت بردًا" في المخيمات

أوضاع مأسوية يعيشها ملايين النازحين يقابلها صمت دولي مخزٍ

  • 55
الفتح - السوريّون يصارعون "الموت بردًا" في المخيمات

ملايين السوريين يعيشون مأساة الصقيع خلال موسم الشتاء؛ حيث يجوب النازحون واللاجئون في المخيمات مساحات شاسعة من الأراضي لجمع ما يمكن تخزينه لحرقه وتدفئة الأطفال، إلا أنه حتى قصاصات الخشب باتت نادرة وتباع بالدولار، وبالطبع النفط والمحروقات تكاد أسعارها تتخطى أسعار الذهب في سوريا، ولم يعد أمام اللاجئين والنازحين سوى تخزين النفايات والقمامة لحرقها والتدفئة على نارها مهما بلغ من آثارها الصحية عليهم.

ويتزامن الصقيع القاتل مع انتشار الإنفلونزا ومتحورات كورونا إضافة إلى شح الدواء والغذاء، ويؤكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الشتاء الحالي أصعب المواسم على النازحين السوريين وأن ستة ملايين سوري بحاجة ماسة إلى مساعدة للتصدي لظروف الشتاء، تحديدًا مواد التدفئة والطعام والدواء، وشدد على أن 12 مليون سوري نازحين ولاجئين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء ويعيشون شتاءً قاسيًا في العراء.

وقال تيسير النجار الكاتب السياسي السوري، إن النازحين بالشمال السوري واللاجئين يعيشون حالة سيئة للغاية منذ أن هربوا من جحيم بشار الأسد وميليشياته، وبعدما تعرضوا لجرائم قتل على الحدود واستهداف، يأتي الشتاء كل عام ليذيقهم معاناة شديدة ومأساة تتسبب في قتلهم ومن بينهم كثير من الأطفال والرضع نتيجة البرد القارس والهواء الشديد والثلج والمطر.

وأوضح النجار في تصريحات لـ "الفتح"، أن المطر يغرق خيام النازحين وكثيرًا ما يستيقظون على ذلك، كما أن السماء في شمال سوريا وعلى الحدود تمطر ثلوجًا بمعنى الكلمة.

وأشار النجار إلى مواجهة النازحين لانقطاع الكهرباء وانعدام وسائل التدفئة بجمع القمامة والبلاستيك والكرتون والملابس القديمة وحرقها لتدفئة أطفالهم، مؤكدًا أن الوضع في الشمال السوري محزن فلا طعام ولا دواء ولا حياة وتحوّل النازحون لمشردين يسكنون الجبال في العراء.

وأكد المعارض السوري أن دولًا كثيرة تعبث بسوريا وأوصلتها لهذه الحالة من الفقر والضياع والجوع والتدهور الاقتصادي والاجتماعي وعلى رأسهم: إيران وروسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا والاحتلال الإسرائيلي بالإضافة للميليشيات والأحزاب الطائفية، مشددًا على أن النظام الفاسد الذي قتل وهجَّر ثلثي الشعب خارج سوريا هو من فعل كل هذا بسوريا وشعبها وأبنائها.

وقال عبد الرحمن ربوع الكاتب والمعارض السوري، في تصريحات لـ "الفتح"، إن مأساة السوريين في الشمال وخاصةً في إدلب كبيرة للغاية وغالبية سكان المخيمات يأكلون وجبة في اليوم ويجمعون القمامة ويحرقونها ويبحثون عن الطعام طوال اليوم، مؤكدًا أن الشتاء يضاعف معاناتهم كل عام.

وأكد المهندس سامح بسيوني رئيس الهية العليا لحزب النور، أن اللاجئين والمشردين في الشمال وعلى الحدود السورية التركية لا عزاء لهم ولا اعتبار لأهمية وجودهم الإنساني في عرف زعماء الحروب البشرية، وأن زعماء الإنسانية لا يرون هذا الواقع المؤلم ولا تقلقهم ضمائرهم ولا تؤلمهم إنسانيتهم، ولا تتحرك شعرة من جسد بشريتهم تجاه ما يحدث لابناء سوريا المشردين في بقاع الأرض.

وشدد على أنهم يفتقدون مقومات الحياة لملايين البشر الذين يُتلاعب بمصائرهم وحياتهم بسبب المخططات والمصالح والسياسات والصراعات ومحاولات فرض النفوذ والأيدلوجيات في هذا العالم الموحش.

وقال وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إن أزمة إخواننا السوريين في هذا الشتاء تحتاج إلى توعية المسلمين لإيجاد فرص التواصل وتوصيل الدعم لهم والحث على التبرع لهؤلاء المستضعفين سواء بالطعام أو الدواء ومواد التدفئة وكل ما يحميهم من البرد وإيجاد قنوات تواصل عبر تركيا أو النظام السوري أو أهل السنة في لبنان أو غيرهم لعبور المساعدات للشمال السوري وخاصةً إدلب ليصل الدعم لمستحقيه.

 وأهاب بجميع المسلمين الدعاء لهؤلاء المستضعفين وأن تقدم منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل من يملك من القوى الإقليمية من المسلمين الدعم لهم.