• الرئيسية
  • الأخبار
  • القاهرة تبذل جهودًا حثيثة لرأب الصدع.. والأزمة الليبية تزداد تعقيدًا بسبب التدخلات الخارجية

القاهرة تبذل جهودًا حثيثة لرأب الصدع.. والأزمة الليبية تزداد تعقيدًا بسبب التدخلات الخارجية

  • 31
الفتح - د. مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية


لا تزال أزمة ليبيا قائمة رغم سعي العديد من الأطراف الدولية لوضع حلول لها وعلى رأسها مصر التي جمعت الفرقاء الليبيين على أرضها عدة مرات كان آخرها اللقاء الذي عقده الرئيس السيسي مع القيادات الليبية الأسبوع الماضي.

وتسعى الإدارة المصرية لتقريب وجهات النظر وجمع كل الأطراف على رؤية واحدة تسهم في تحديد مسار الفترة الانتقالية المقبلة؛ وبِناءً عليه تُجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفي يوم 5 من الشهر الجاري اجتمع عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي وخالد المشري رئيس مجلس الدولة الليبي بالقاهرة، وأصدرا بيانًا مشتركًا أكدا خلاله الاتفاق على خارطة طريق واضحة ومحددة سيُعلن عنها لاحقًا، واجتمعا بعدها في يوم 14 من الشهر ذاته بالقاهرة أيضًا.

في هذا الصدد، قال د. مختار غباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المشهد الليبي عامة معقد منذ بدء الأزمة؛ لافتًا إلى نجاح مصر في جمع كل من خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب على طاولة للحوار، ليتوافقا على طبيعة المرحلة الانتقالية أو القاعدة الدستورية التي على أساسها تُحدد طبيعة المرحلة الانتقالية، ثم تجرى وفقها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وتابع المحلل السياسي: وسنضع تصورًا ومن خلال هذا التصور سيُختار تصور واحد تُحدد من خلاله طبيعة المرحلة الانتقالية؛ لكن الأمر لا يزال معقدًا في الطريق الآخر لا سيما أننا أمام حكومتي باشاغا والدبيبة وميليشياتهما، بجانب المرتزقة من الخارج مثل "فاغنر" الروسية، وتدور رحى مفاوضات حثيثة لاستكمال مشهد القاعدة الدستورية وتحديد مسار المرحلة الانتقالية.

ولفت إلى أنه في ظل ذاك المشهد تتعدد اللقاءات على المسارين السياسي والعسكري خصوصًا اللجنة العسكرية "5+5" التي عقدت مرات متعددة في مدينة الغردقة المصرية، والتقى العديد من الخبراء المصريين والليبيين لوضع النصوص الخاصة بالدستور الليبي، والمشهد يسير على هذه الشاكلة، لكن يصعب على مصر إنهاء الازدواجية بوجود حكومتين داخل ليبيا؛ فحكومة الغرب تؤيدها تركيا، وحكومة الشرق تؤيدها مصر وربما الإمارات أيضًا، وأمريكا تمسك بالعصا من المنتصف، والطرفان الإيطالي والفرنسي ليس لهما موقف محدد وواضح، والأطراف الجزائرية والتونسية والمغربية تميل بحكم الطبيعة للغرب.

أما محمد حسن، الباحث المتخصص في الشأن الليبي وعضو المكتب الإعلامي للمؤتمر العربي الشعبي بتونس، فيرى أن الفجوة أكبر من أن تحسمها لقاءات القاهرة وحدها؛ لأن الاختلاف حول القاعدة الدستورية المحدِّدة للمسار السياسي وكذلك ما يتعلق بالمترشحين للانتخابات من العسكريين وحاملي جنسيتين ما زالت موجودة وبقوة.

وأضاف حسن لـ "الفتح" أن الأزمة تحولت إلى صراع مراكز قوى داخل ليبيا؛ فكل طرف يبحث عن زيادة مكتسباته؛ وهذا يشير إلى غياب الإرادة السياسية الداخلية الحقيقية لوضع حد نهائي للأزمة، لكن رغم ذلك تُطرح حلول هنا وهناك ويحدث تقدم على ساحة المفاوضات ولو قليلًا.

بعيدًا عن نتائج اللقاءات التي تعقدها مصر؛ فإن تلك الاجتماعات خطوات إيجابية لجمع الفرقاء للنقاش المباشر وجهًا لوجه والتباحث حول رأب الصدع ومحاولة الوصول لحل ناجع للأزمة.