• الرئيسية
  • الأخبار
  • الاحتكار.. أستاذ بجامعة الأزهر: بعض التجار صاروا كالضواري ووحوش البراري يفتكون بالضعفاء ليثروا على حسابهم

الاحتكار.. أستاذ بجامعة الأزهر: بعض التجار صاروا كالضواري ووحوش البراري يفتكون بالضعفاء ليثروا على حسابهم

  • 38
الفتح - تعبيرية

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف، إن العالم يعيش معاناة كبيرة وغلاء شديد بما كسبت أيدي الناس، لافتًا إلى انعدام القيم، وغلبة المصلحة الذاتية، والقيم الأنانية، والأمراض النرجسية، والنزعة السادية، مضيفًا أنه مما زاد البلاء ، وجعله يستفحل، وعنَّت الناسَ: أن أبناء الجلدة الواحدة، ومن يتكلمون بلسان واحد، ويدينون بدين واحد، قست قلوبهم على بعضهم! ، وصاروا كالضواري، ووحوش البراري، يفتك القوي بالضعيف، واستغلوا الأزمة في تكثير الأموال، واستثمروا المعاناة؛ ليثروا على حساب الفقراء، والضغفاء، والمساكين، وذوي الحاجة.

وأوضح أبو ضيف القاضي، في منشور له عبر فيس بوك، أن الاحتكار هو حبس التجار لطعام الناس وأقواتهم عند قلتها، وشدة احتياج الناس إليها؛ لكي يرتفع السعر، ويغلى الثمن، مضيفًا أنه ما دام يضر بالناس؛ فقد اتفق العلماء على تحريمه، ونبينا - صلى الله عليه وسلم- حرمه وجرمه، في المستدرك وغيره، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى: أن يُحتكر الطعام.

وتابع القاضي: "وسمي الذي يحتكر خاطئا، وهو المجرم المتعمد، فلم يعمل السوء بجهالة، ولا صنع الفعل بسهو أو خطأ؛ ليكون مخطئا، بل هو خاطئ، ففيما أخرجه مسلم وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحتكر إلا خاطئ". 

وأكد القاضي أن ابن حجر الهيتمي في كتابه (الزواجر عن اقتراف الكبائر) عد الاحتكار من الكبائر. 


وذَّكر القاضي بحديث مهم في هذا الباب، فيه من الوعيد ما يشيب الرؤوس، ويزلزل النفوس، ويرعب القلوب، ويزجر من عنده مسكة من عقل، أو ذرة من فهم وهو ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده بسند جيد، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَقُلَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ يَا مَعْقِلُ أَنِّي سَفَكْتُ دَمًا؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ، قَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ، قَالَ: أَجْلِسُونِي، ثُمَّ قَالَ: اسْمَعْ يَا عُبَيْدَ اللهِ حَتَّى أُحَدِّثَكَ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّةً، وَلَا مَرَّتَيْنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: نَعَمْ، غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَا مَرَّتَيْنِ .