مستشهدا بالصحابة رضى الله عنهم.. "داعية": المعروف قد يضيع عند الناس لكنه لا يضيع عند الله

  • 26
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، إن المعروف قد يضيع عند الناس، لكنه لا يضيع عند الله، موضحا أن بعضنا قد لا يستوعب ذلك لأن معاني المادية غلبت معاني الإيمان.

وكتب الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: سأضرب لكم مثالا واضحاً لا لبس فيه، النبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابة تصدقوا، عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان عنده مال في الوقت ده، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يسبق عمر في الصدقة، فعمر قال اليوم سأسبق أبى بكر وهتصدق بنصف ما عندي من المال، فلما فعل عمر ذلك قال له النبي عليه الصلاة والسلام: ماذا أبقيت لأهلك يا عمر؟! قال مثله.

وتابع قائلا: فجاء أبو بكر بماله ليتصدق بكل ما عنده من مال، فقال له نبينا عليه الصلاة والسلام: ماذا أبقيت لأهلك يا أبا بكر؟! قال: أبقيت لهم الله ورسوله!، مردفا القول: هنا أيقن عمر بن الخطاب أن مثل أبو بكر لا يستطيع أن يسابقه رغم جلالة عمر، فقال: والله لا أسبقه إلى شيء أبداً.

وأكد الازهري أن الزوجات في هذا العصر لم تكن يثبطون أزواجهم عن فعل الخيرات بل كان عثمان بن عفان يتصدق بقاقلة كاملة "عبارة عن مائة من الإبل عليها كل ما لذ وطاب من أنواع التجارات من طعام وشراب وملابس وغيره" من أجل رضا الرب الكريم، فأمثاله كان يعامل ربه ولم ينشغل بزوجاته ولا بالناس.

وأوضح الداعية الإسلامي أن المقصود من هذا المعنى أن العبد عليه أن يُعامل ربه، وأن لا يعامل الناس، وأن أهل العبد وأقاربه أولى له من غيره، وعلينا أن نجابه ما في قلوبنا من حبٍ للدنيا حتى نلقى الله ونحن أحسن حالاً مما عليه الآن، فالدنيا عارية مستردة، والآخرة خير وأبقى.

وأردف قائلا: وليس معنى هذا أن يضيع الرجل أولاده ولكن لابد أن يضع أمام عينه أن بركة المال تزداد بصلة الرحم والأقربون أولى بالمعروف.

واختتم قائلا: الدفء الأسري والعائلي أحد أهم مكوناته هو التكافل والتعاون والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وكلما ربّينا أولادنا على هذه المعاني صار عندهم ولاء للشرع وولاء للأسرة وولاء للأقارب يحميهم من مادية الدنيا ومن ضياع النفوس تحت عجلات الأنانية!