الورد الشخصي من كتاب "طاقة ورد في فقه الورد "

سندس الحنش

  • 23

ولا يليق بمسلم ألّا يكون له (ورد) يومي من قراءة القرآن الكريم، بل لابد أن يكون (وردك) من خصائص هُويتك و كما تتضمن بطاقة هُويتك بياناتك الشخصية الأساسية من الاسم والميلاد والوظيفة والعنوان.. إلخ؛ كذلك ينبغي أن تتضمن قدر (وردك) اليومي من القرآن الكريم كعلامة مميزة مما يخص هُويتك.

وقد يأتي الدعاء بمعني الوِرد كما في الحديث الذي رواه أُبَيٌ بن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام، فقال: "يا أيها الناس، اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه" قال أبي بن كعب: قلت يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت" قلت: الربع؟ قال: "ما شئت" وإن زدت فهو خير" قلت: النصف؟ قال: "ما شئت؛ وإن زدت فهو خير"

قلت: الثلثين؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: أجعل لك صلاتي كلها؟، قال: "إذن تُكفى همك ويغفر ذنبك"

وفي رواية "إذن يكفيك الله هم الدنيا، وهم الآخرة". والمعنى أنك إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عَلَيّ، أعطيت مرام الدنيا والآخرة، قال الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله في جلاء الأفهام:

وسئل شيخنا أبوالعباس عن تفسير هذا الحديث، فقال: كان لأُبي ابن كعب دعاء يدعو به لنفسه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجعل له منه رُبعه صلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال "إن زدت فهو خير لك" قال له: النصف؟ فقال "إن زدت فهو خير لك" إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها، أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك قال: "إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك"؛ لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاةً صلى الله عليه به عشراً، وصلى الله عليه كفاه همه وغفر له ذنبه. هذا معنى كلامه رضي الله عنه.