عاجل

واجبرني

فاطمة محمد خليفة

  • 74

نقضي أعمارنا مُتخبِطين بين بقاع السعادة والحزن، بين ساحات الانتصار والهزيمة، فنبكي من الفرح تارة وننهار من اليأس تاراتٍ أخرى، وفي كل هذا الله معك يراك ويرعاك ويجبرك.

يجبر الله -عز وجل- المريض فيرزقه العافية، ويجبر الفقير فيرزقه من واسع فضله، ويجبر الخيبة وانكسار الآمال بفرج وتوفيقٍ قريبٍ منه عز وجل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته بين السجدتين فيقول (ربِّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، واجبُرْني، وارفَعْني، وارزُقْني، واهدِني).

والله -عز وجل- مع رحمته وواسع فضله مستعلٍ عن خلقه، لا يُعجِزُه أمر لا في السماوات ولا في الأرض، فلا غالب لأمره ولا مُعَقِّب لحكمه، فهو الجبار الذي إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، قال تعالى في كتابه الكريم (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ).

إدراكنا أن الله عز وجل هو الوحيد المُستحق لاسم الجبار يعزز فينا الخضوع له سبحانه وتعالى والانكسار بين يديه، فهو الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، ويجعلنا نحرص على تكرار (سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ) في الركوع والسجود.

الله عز وجل هو الجابر لقلوب المنكسرين، الهادي أرواح الحيارىٰ التائهين، والمُنصِف لحقوق المظلومين، فاحرص أن تتقرب إليه باسمه الجبار وتتلمس آثار هذا الاسم من حولك ليمتلئ قلبك إيمانًا وحبَّا وانقيادًا له سبحانه وتعالى.