اختلافهم تنوعهم

سامية حمدي

  • 47


"ولا يزالون مختلفين" تتنوع الصفات البشرية تنوعات هائلة ولا يوجد شخصان متطابقان في الطباع نهائيًا قد يتواجد تقارب لكن يستحيل التطابق، فنجد شخصًا هادئًا كثير السماع قليل الكلام قد يكون فائق النظام في وقته وعمله وبيته، قمة في النشاط والاجتهاد، وتجد آخر هادئًا كسولًا ذا وقت مهلهل وبيت غير مرتب ومظهر غير منمق، بالرغم من اتفاقهما في الهدوء إلا أن فرقًا شاسعًا بين الصفات يؤدي إلى فرق هائل في الإنتاج وإحداث تغيير في البيئة المحيطة.

فشتان ما بين هادئ ونشيط وبين هادئ وكسول لذا يجب على المُربي أن يعي جيدًا الفروق بين الشخصيات فيمن يربيهم ووضع كل في مكانه على حسب مميزات الشخصية، فمن وضع في غير مكانه لا أثمر لنفسه ولا لغيره بل يصبح ثقلًا على الجميع.

المُربي يضع ابنه أو طالبه في جميع أوضاع المثالية من جهد ونشاط وأخلاق وإنتاج فنجده يضع ضغوطًا على عاتق أولاده أو طلابه لدرجة تشعرهم بالعجز والفشل واليأس لكن ما أن تتغير نظرته لكل واحد منهم حسب إمكانياته وما يستطيع إنزاله عليهم مما يراه مثاليًا، لبذر فيهم بذور الثقة والأمل والهمة والقدرة على تخطي العوائق، فلو وضع لهم ما يناسبهم وما يستطيعون البذل فيه، فنجد حصادًا باهرًا نافعًا متنوعًا، ثمراته يلمع بريقها ليراها القاصي والداني، وبذلك يدفعهم نحو الترقي ومن إمكانياتهم البسيطة يقدرون صنع المعجزات ومواجهة التحديات.

فمن أبرز صفات المربي معرفة صفات من يُربيهم وتوجيهها كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضوان ربي عليهم أجمعين.