وللقلوب أحوال

هويدا شعيب

  • 53


فالقلوب لها أحوال يخرج منها اليابس والنابت من كان كالمسك وما هو بالحنظل يتشابه، وللقلوب كالقدور مغارفها اللسان فمنه العامر بذكر الرحمن ومنه المتصل بالفاحشِ البذيء، فإذا مرض القلب وأحاطت به سبل الشيطان وغرق في المعاصي أورد الجسد بما حوى المهالك وعدلَ عن النافع إلى الضار بل ران على قلبه فحُبب إليه الكفر والفسوق والعصيان فلا تذكر الرحمن حين يمسه طائفٌ من الشيطان، وأصبحت الدنيا له دارُ قرار وربما حشر يوم القيامة أعمى بعد أن كان بصيرًا، سل عن الأسباب فهذا عقاب الغفلة والتناسي في الأيام الخوالي الطوال

فهلمُ إلى صحة تنعم بها القلوب والأبدان تعيش فيها هنيئاً في دنيا وآخرة دار بقاء وخلد، ويطيبُ في جنتها البقاء.

فمن حب الله لا يجد في الدنيا لذة ولا يغفل عن ذكره ثانية،نذكره على كل حال وفي كل سبيل شوقاً وحبًا فبالقربمن المنان نأنس وننسى هم الدنيا، وإليه المآب فلا يمل القلب من ذكره ولا ينصب الجسد من طاعته.

أفلا يكون المؤمن لربه عبدًا شكورًا فغاية الأماني النظر إلى وجه الجبار وشربةً من يد الرسول المختار، وأحب الكلام إلى قلبي كلام المنان فالمحبين للأحبابِ خدام.