قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ النقد والأدب وعميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن مما يهون علي الناس ما يعانونه، ويخفف ما يلاقونه، من عنت وبلاء، وشدة وغلاء، وضيق ولأواء؛ أن يستحضروا كلام مولاهم تبارك وتعالى، مالك الملك ، وخالق الخلق، ويستيقنوا بكلام سيد الناس، المبلغ للخلق مراد الحق، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يستأنسوا بأقوال العلماء الصالحين، أهل الإخلاص والصفاء، والمحبة والنقاء، والفيوضات والضياء ؛ فيتصبر الناس، وتستكين نفوسهم، وتطمئن قلوبهم.
وذكَّر القاضي في منشور له عبر فيس بوك، بقول الله تبارك وتعالى :(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) النحل:١٢٧، وقوله سبحانه :(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال:٤٦، لافتًا إلى الحديث المتفق عليه، عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه.صدق صلى الله عليه وسلم.
وتابع: "حتى الشوكة يشاكها، وهذا فيه رحمة الله، وإحسانه وفضله، وجوده وكرمه على عباده، وأن هذه المصائب يكفر بها من الخطايا والذنوب ما لا يكفر بغيرها من الأعمال ، وهذا غاية المسلمين ، ومراد المؤمنين، تكفير الذنوب، ومن كلام الصالحين في مثل هذا، ما قاله أحمد بن عطاء الله السكندري رحمه تعالى : إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه ، إذ لو فهمت عنه كنت تشكره على ما واجهك منه"، ومما قاله الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالي: لن تحصل أبدًا على شيءٍ كامل، ستحصل على أشياء ناقصة تكتمل برضاك".