تقرير.. اعتماد 3 مواد من المتبقيات الزراعية لسد فجوة الأعلاف

استشاري: قرارات إيجابية على المدى البعيد.. والتوسع الزراعي أفضل الحلول

  • 54

تسعى الحكومة لإيجاد حلول لسد الفجوة في إنتاج الأعلاف، التي تسببت في هزّة بصناعة الدواجن وبيض المائدة وارتفاع أسعارهما بشكل كبير، وهو ما دفع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للتوجيه –خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي- بعرض تصور متكامل لاستخدام المخلفات الزراعية في صناعة الأعلاف.

كما أقرت لجنة مواصفات الأعلاف بالمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، اثنين من خامات الأعلاف، وإضافة علفية جديدة؛ لوضع مواصفات لخامات جديدة لأعلاف بديلة لاعتماد إضافات وخامات جديدة للأعلاف، ذات قيمة تغذوية عالية.

وصرح السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، بأنه تتوفر كميات كبيرة من المتبقيات الزراعية تقدر بنحو 40 مليون طن سنويًا، وتستخدم حاليًا في عدد من المجالات، موضحًا أن هناك تنسيقًا وتعاونًا بين وزارتي الزراعة والبيئة في ملف التعامل مع المخلفات الزراعية، وآليات تعظيم الاستفادة منها، مشيرًا إلى إعداد المختصين بالوزارتين دراسة جدوى فنية واقتصادية والتوسع في بحث تدوير المخلفات الزراعية غير المستخدمة وأماكن تركزها وتحديد آليات استخدامها.

وأضاف أن لجنة تحديث مواصفات الأعلاف بالمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف التابع لوزارة الزراعة تتولى إعداد مواصفة قياسية لكل منتج من المخلفات بغرض تسهيل تداولها، ووضع معايير لقبولها كخامات ذات قيمة غذائية، ولكي تتمكن مصانع الأعلاف من إدراجها كخامة علفية بديلة للخامات التقليدية عالية الثمن.

ومن جهته، قال الدكتور أحمد العكازي، مدير المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف: إن الخامات التي اعتمدها المركز مؤخرًا هي الأزولا، ومخلفات استخلاص العطور من النارنج، فضلًا عن مستخلص الأسبيرولينا، منوهًا بأن ذلك يأتي وفقًا للقرارات ولوائح منظمة لعمليات تنظيم الأعلاف وصناعتها وتداولها والرقابة عليها. 

وأكد الدكتور أحمد فتحي نعيم، استشاري الثروة الحيوانية والداجنة، أن تلك القرارات ستؤثر بالإيجاب في حل أزمة الأعلاف، لكن هذا سيكون على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن دورة إنتاج الفراخ البيضاء نحو 35 يومًا فإن لم يتم توفير الأعلاف لها ستموت ومع الوقت ستموت الأمهات وسنضطر لاستيراد أمهات من دول أخرى.

وأوضح أن المخلفات الزراعية تدخل في صناعة الأعلاف للحيوانات الكبيرة، مثل: البقر والأغنام ولا تدخل في صناعة أعلاف الدواجن، لكن الحكومة تهدف تحويل حصة الذرة الصفراء والصويا التي تذهب لأعلاف الحيوانات الكبيرة إلى أعلاف الدواجن وتعويضها بأعلاف المخلفات الزراعية.

وبشأن الحلول السريعة للأزمة، قال "نعيم" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"-: إن الحل الأول هو البحث عن الدول التي تبيع الأعلاف بأرخص الأسعار، مثل: البرازيل والصين، واستيراد كميات كبيرة وجعل الأعلاف سلعة استراتيجية ويكون بها مخزون آمن، والحل الثاني هو الزراعة بنظام التشغيل بحق الانتفاع بأن تحدد الحكومة الأراضي القابلة للاستصلاح وزراعة الذرة الصفراء والصويا، وتعقد اتفاقية مع دولة تنص على استصلاح تلك الأراضي والانتفاع بها لعدد محدد من السنوات بعدة شروط وهي: أن تكون تحت إشراف الحكومة المصرية، وتوفير نسبة من العمالة المصرية، ولا يتم بيع المنتج من هذه الأراضي خارج مصر، ولكن يباع بالسعر العالمي، وبالتالي سأوفر تكاليف نقل المنتج من الخارج، بالإضافة إلى تشغيل عمالة مصرية، وبعد انتهاء السنوات المتفق عليها ستقوم مصر بالزراعة والانتفاع الكامل من تلك الأراضي.

وبسؤاله عن الجدوى الاقتصادية لاستخدام الأزولا والأسبيرولينا كخامات جديدة للأعلاف، أشار استشاري الثروة الحيوانية والداجنة، إلى أن ارتفاع تكلفة إنتاج تلك الخامات يرجع لقلتها، وإذا ما أردنا استخدامها في أعلاف الدواجن فلابد من توسيع الإنتاج بشكل يقلل من التكلفة بحيث لا ترفع تكلفة الأعلاف وترتفع معها تكلفة إنتاج الدواجن وبيض المائدة، وبالتالي لن يجد المواطن أثرًا حقيقيًا وقتها، خاصة أن أغلب المصريين من طبقتي محدودي ومتوسطي الدخل.