فلا تظلموا فيهن أنفسكم

سارة أمين

  • 36


{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} سميت الأشهر الحُرُم بالحُرُم: لعظم حرمتها، وحرمة الذنب فيها، فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها -وإن كانت المعصية محرّمة في كل وقت- كما أن الحسنات فيها مضاعفة.

ونحن في شهر من الأشهر الحُرم نحتاج إلى أن نعرف أن الله حكيم: فالله تعالى لحكمة منه اختار هذه الأشهر الحُرُم وميّزها وجعل لها زيادة فضل، إيمانك أن الله حكيم يجعلك تبحث ماذا يجب أن يكون حالي في الأمر الذي اختاره الله؟ ماذا يجب عليّ أن أفعل؟

ولا تقل لماذا ميّزت، فالعقول السليمة السوية تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع وليس بصورة الاعتراض، فأنت تسأل ماذا أفعل؟ وكيف أنتفع؟

تحتاج أن تفهم مسألة مضاعفة الحسنات وتعظيم السيئات، الحسنات تضاعف على حسب ما قام في قلبك، فأنت تدخل الشهر الحرام وأنت معظّم للشهر، فتجمع مع العمل الصالح تعظيمك للشهر.

{فلا تظلموا فيهن أنفسكم} معناها: لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب، قال الطبري: "الظلم: العمل بمعاصي الله، والترك لطاعته" فالظلم له شقان: لا تظلم نفسك بتفويت العمل الصالح في الزمن الفاضل، فهذا زمن مختلف، هذا زمن معظّم عند الله، ولا تظلم نفسك بعمل المحرّمات في هذا الزمن الفاضل.

المطلوب منك: التزم حدود الله، أي لا يقع منك تعدٍ لها وترك لتعظيمها، فمن أسباب موت القلب ترك تعظيم الله، ولو عظّمت الله ستلزم الحدود.