جولات رئاسية للبحث عن أسواق موازية لأوروبا.. وخبراء: تخفف الضغط عن الدولار وتُحسن من جودة الاقتصاد

  • 14
الفتح - عبد الفتاح السيسي


يبدو أن أمد الحرب الروسية الأوكرانية سيستمر طويلًا، خاصّة في ظل الدعم الغربي المُقدَّم لأوكرانيا، وعدم قدرة الدب الروسي على حسم الحرب حتى الآن، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي عامة، والسوق الأوروبي على وجه التحديد، ومن ثم زيادة الضغط على سلاسل الإمداد لكل سلعة تأتي من الغرب، ما يعني أن دول الشرق بحاجة إلى البحث عن أسواق بديلة عن السوق الأوروبي أو موازية لها.

ومن خلال الجولة الآسيوية الأوروبية الأخيرة التي نظمتها مؤسسة الرئاسة في غضون الأيام الماضية، يبدو أن القاهرة تسعى نحو توفير احتياجاتها من أسواق أخرى غير السوق الأوروبي، خاصة أن الجولات الرئاسية اصطبغت جميعها بالصبغة الاقتصادية، ولم تكن مجرد جولات دبلوماسية.

ويري خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن هذه الزيارات التي نظمتها الرئاسة المصرية لعدد من الدول المختلفة لها أهداف اقتصادية في المقام الأول، مؤكدًا أن الزيارات تستهدف توسيع قدرة الاقتصاد المصري على التغلغل داخل هذه الدول.

وبيّن "الشافعي" في تصريحات لـ "الفتح" أن الطلب على الدولار والضغوط على السوق الأوروبي، أثّرا على الاقتصاد المصري بسبب أنّ الواردات أكثر من الصادرات، ومن ثمّ تسعى الدولة المصرية للبحث عن سوق أخرى تكون بديلة أو على الأقل موازية للسوق الأوروبي، والوصول إلى اتفاقيات تجارية تضمن لمصر الحصول على ما تريد.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن مصر تسعى من خلال الزيارات الدبلوماسية إلى الوصول إلى اتفاقيات اقتصادية، يمكن من خلالها اعتماد الجنيه المصري في سلة عملات هذه الدول، كما حدث مع روسيا التي اعتمدته رسميًا، موضحًا أن هذه الخطوة من شأنها مساعدة مصر في توفير الكثير من احتياجاتها دون أن تعتمد على الدولار.

ونوه الشافعي أن الدولار مصدر قلق للاقتصاد المصري، ويمثل ضغطًا كبيرًا عليه، موضحًا أن فتح أسواق أخرى تعتمد الجنيه المصري في عمليات الشراء والبيع يساعد الاقتصاد المصري ويضمن تحسن مستوياته، علاوة على أن هذه الأسواق الجديدة ستسهم في تنوع مصادر الشراء من الخارج، بالإضافة إلى فتح الآفاق أمام مستثمرين جدد.

وقال "الشافعي" إن المراقب للزيارة الخارجية للدولة المصرية يدرك أنها تصطبغ بالصبغة الاقتصادية، وأن هدفها رفع وزيادة حركة التبادل التجاري، موضحًا أن زيادة التبادل تعني فتح منافذ جديدة أمام الصادرات المصرية، كما يضمن وجود أسواق أخرى للواردات المصرية، مؤكدًا أن ذلك من شأنه تخفيف الضغط عن الدولار وعلى الأسعار في الأسواق المصرية، مستشهدًا بتصريحات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي أعلن من خلالها أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحسنًا في الأسعار.

 ووافقه الرأي مختار الغباشي، رئيس المركز العربي للدراسات، حيث أوضح أن أمد الحرب الروسية الأوكرانية سيكون طويلًا في ظل الدعم العسكري الذي تتلقاه أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هناك مناطق أخرى معرضة للانفجار العسكري ومرشحة للصدام المسلح، لافتًا إلى أن هذه الأوضاع سوف تُضيّق الخناق على سوق الغذاء العالمي وعلى الاقتصاد العالمي.

وأكد الغباشي في تصريحات لـ "الفتح" أن البحث عن بدائل للسوق الأوروبية أصبح أمرًا ضروريًا، موضحًا أن تحرك الدولة المصرية للبحث عن سوق بديل أمر جيد، لكن لا يمكن وصف تلك التحركات أنها تهدف لإيجاد سوق بديل عن السوق الأوروبي، بل هو تحرك لإيجاد سوقٍ موازٍ له.

وأشار الغباشي إلى تفاؤله بمذكرات التفاهم التي أجرتها الدولة المصرية مع عدد من الدول الآسيوية، معربًا عن أمله في تحوّل هذه المذكرات إلى خطابات نوايا وأن نرى أفعالًا على أرض الواقع خلال المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن الجولات الرئاسية هي خطوة لفتح أسواق بديلة، وتأسيس علاقات غير تقليدية بعيدًا عن العلاقات التي ألفناها على مدار سنوات ماضية.

ويرى أن هذه التحركات من الممكن أن تحسن الاقتصاد حال إجادة وضع أطر هذه العلاقة الجديدة وفق توازنات صحيحة، وبعد فتح أسواق جديدة دون تعقيد بدرجة أو بأخرى.