• الرئيسية
  • الأخبار
  • "الهواري" عن زلزال تركيا: الجميع مطالب بالتوبة حتى يرفع عنا الذي ألم بنا وبإخواننا من المسلمين

"الهواري" عن زلزال تركيا: الجميع مطالب بالتوبة حتى يرفع عنا الذي ألم بنا وبإخواننا من المسلمين

كثرة الزلازل من علامات الساعة فلابد من المسارعة إلى التوبة والعمل لدين الله

  • 228
الفتح - الشيخ شريف الهواري

عقب الشيخ شريف الهواري، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بمصر، على حادث الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وشعر به بعض سكان مصر، معربا عن تعازيه في القتلى الذين قتلوا جراء هذا الزلزال، وسائلا الله تبارك وتعالى لمن مات منهم على الإسلام أن يكون من الشهداء؛ لبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من مات تحت الهدم شهيد. 

ودعا "الهواري" الله تعالى أن يكتب لهم الشهادة، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ولمن نجا منهم - ونحن معهم- أن نتعظ وأن نعتبر ونأخذ الدرس.

وأكد أن هذه الزلازل إنما هي بأمر الله تبارك وتعالى، موضحا أن الأرض مأمورة ولا تتحرك حركة إلا بأمر الله تبارك وتعالى، مشيرا إلى أن المولى عز وجل بين أن هذه الآيات إنما لغرض وبحكمة، مستشهدا بقول الله تعالى: "وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا"، موضحا أن المعنى: لعل الناس حينما يسمعون عن الزلازل أو تقع قريبا منهم أن يخافوا من الله عز وجل؛ فيراجعوا انفسهم.

وبين عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن الزلازل إنما تكون لأمر قد حدث، ولمخالفات قد وقعت، كما بين تبارك وتعالى في أكثر من موطن، مستشهدا بقول الله تعالى: "ومَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ"، موضحا قول ابن كثير عليه رحمة الله في الآية: أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هي عن سيئات تقدمت منكم، وذكر قول الله تعالى: "مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ".

واستشهد "الهواري" بقول الله تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، مردفا القول: ليذيقهم بعض الذي عملوا وليس كل الذي عملوا، لعلهم يرجعون. وقال تعالى: {قل هو من عند أنفسكم}. فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة.

ونوه بما حدث في عهد عمر -رضي الله عنه- عندما ضرب زلزال المدينة -  مدينة النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-؛ فجمع الناس وصعد المنبر وحمد الله عز وجل وأثنى عليه، وصلى الله وسلم على رسوله، ثم قال: يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده لئن عادت -أي الزلزلة- لا أساكنكم فيها أبدا، وفي رواية قال: لقد أحدثتم ورب الكعبة، ولئن عاد -أي الزلزال- لأخرجن من بين أظهركم. فهذا عمر -رضي الله عنه- يقسم "لقد أحدثتم ورب الكعبة".

وتابع "الهواري"، قائلا: إذا هذه الزلازل إنما هي نتاج لما قدمنا ولما وقع منا ولما كان منا، ولا شك أن هذا المعنى عظيم جدا والغرض منه الرجوع - لعلهم يرجعون - وكما في الحديث (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ).

وأوضح عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن المطالب به الناس الآن هو الرجوع إلى الله تبارك وتعالى، مشددا على الرجوع الجماعي، قائلا: لا تقل أنا لم أفعل شيئا ولم أقترف شيئا، ولكن اسمع إلى هذا التوجيه المبارك الذي كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وللصحب الكرام وكذا لنا ولمن بعدنا إلى قيام الساعة: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، موضحا أن الجميع مأمور بالتوبة والعودة إلى الله عز وجل كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا".

وأفاد "الهواري" بقوله: تأثر -صلى الله عليه وسلم- بهذا التوجيه المبارك وهو المعصوم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،  وصاحب الخلة والشفاعة والمقام المحمود، ومع ذلك صعد المنبر فقال: "أيها الناس توبوا إلى الله فالذي نفسي بيده إني أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"، وفي رواية "أكثر من مائة مرة"، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "إِنَّا كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المجلسِ يقولُ ربِّ اغفر لي وتب عليَّ إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الغفورُ مائةَ مرَّةٍ".

 وأكد أن الجميع مطالب بالتوبة الصادقة والنصوح،  والعودة إلى الله تبارك وتعالى حتى يرفع عنا الذي ألم بنا وبإخواننا من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وليعلم الجميع أن كثرة الزلازل إنما هي من علامات الساعة الصغرى التي تشير إلى قرب ظهور العلامات الكبرى، كما ورد في الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ (وَهُوَ الْقَتْلُ) حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ ".

واختتم عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، قائلا: هكذا بين صلى الله عليه وسلم أن كثرة الزلازل إنما هي من علامات الساعة أو قرب قيام الساعة وهي مقدمة لذلك؛ فالبدار البدار والمسارعة المسارعة  والعمل من منطلق الشعور بالمسئولية الدعوية؛ لإقامة الحجة لله على خلقه، فيتعظوا ويعتبروا بما وقع لغيرهم، والسعيد من وعظ بغيره، سائلا الله تبارك وتعالى في عليائه أن يحفظنا وسائر بلاد المسلمين وأن يؤمنا من الزلازل والفتن والأخذ الشديد.