• الرئيسية
  • الأخبار
  • لا تكونوا عونًا للزلزال.. أبو ضيف القاضي: لله في البلاءات حكمًا كثيرة وعلينا بالتوبة والضراعة الصادقة

لا تكونوا عونًا للزلزال.. أبو ضيف القاضي: لله في البلاءات حكمًا كثيرة وعلينا بالتوبة والضراعة الصادقة

  • 53
الفتح - الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ النقد والأدب وعميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف

 استنكر الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ النقد والأدب وعميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، تعليل البعض للزلزال - الذي حدث لأهل الشمال في سوريا وتركيا-، بأن الذي حدث عقوبة عادلة لهم، مضيفًا أنه لو صح هذا الكلام ؛ لكان من يقوله، ومن يعيش بينهم من العصاه أولى بمثل هذه العقوبة، وبل من العدل الذي يتعللون به، أن نرى الزلازل والبراكين، والحرائق، والأعاصير، وغيرها من العقوبات؛ تجتث أهل الأرض، وتبدأ بالكافرين الغواة، ثم تختم بالمؤمنين العصاة 

وأشار القاضي في منشور له عبر فيس بوك إلى قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا).

وتابع: "ولكن الله أرحم بعباده، وعبيده من أمهاتهم، ثم ألا يعلم هؤلاء أن لله في البلاءات حكماً كثيرة، لا يدري كنهها إلا هو -سبحانه-، ومنها: سوق العباد إلى حضرته، وجرهم إلى دينه، وأخذهم إلى طاعته بخطام شديد، وهو من أساليب التربية، وأسباب التهذيب: وقد حدث مثل هذا في أفضل الأزمان، ومع أكمل الرجال، عن صفية زوجة عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم-  قالت : زُلزِلَتِ الأَرضُ عَلَى عَهدِ عُمَرَ حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ فَوَافَقَ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَم يَدرِ. قالت: فَخَطَبَ عُمَرُ لِلنَّاسِ فقال : أَحدَثْتُم ... لَقَدْ عَجِلْتُمْ قَالَت: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ: لَئِنْ عَادَتْ لأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانِيكُمْ".

وأوضح القاضي أنه علينا نحن الذين نجانا الله من أمثالها - أن نتعقل، ونتعظ ونتفكر، ونعتبر، مضيفًا: "أقوام قد باتوا وهو يؤملون صباحاً، ينتشرون فيه، ويكتسبون، وكانوا يفكرون، ويقدرون، ويأملون، فيطيلون، ويدبرون ويخططون، ويقطعون ويصلون، ويفرحون ويضحكون، وما خطر ببالهم أي شيء، وما توقعوا شراً، بل لم يفكروا أبداً في هذه الطامة المهلكة ، ولم يتخيلوا هذه النهاية المأسوية".

ونصح القاضي بأهمية أن نرجع إلى ربنا بالتوبة النصوح، والضراعة الصادقة، والدعاء الخالص، (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) فهو العفو الغفور، يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، مستعيذًا بالله من الخسف وفواجع الأقدار، وأن نُغتال من تحتنا.

واستطرد: "اللهم رحمتك نرجو وهي أوسع، ولطفك أعم، وأشمل وأنت الحكيم الأعلم، وتعلم ولا نعلم.. الطف بنا فيما جرت به المقادير، ونعوذ بك من ميتة السوء في ساعة السوء على فعل السوء".