• الرئيسية
  • الأخبار
  • قدموا الخير للناس ولا تستغلوا الأوضاع.. داعية: الإسلام حرم الاحتكار وحث على التعاون وقضاء حوائج الناس

قدموا الخير للناس ولا تستغلوا الأوضاع.. داعية: الإسلام حرم الاحتكار وحث على التعاون وقضاء حوائج الناس

  • 30
الفتح - الاحتكار

قال الدكتور عبد العزيز خير الدين الكاتب والداعية الإسلامي، التعاون سلوك حضاري وإنساني، أكَّد عليه الإسلام ورغَّب فيه؛ مضيفًا أن به تنتشر المحبة والألفة والمودة، والترابط في المجتمع، وبناء الشعوب ونهضة الدول، : "فالطبيب يحتاج إلى العامل، والعامل يحتاج إلى المهندس، والمهندس يحتاج إلى السباك، والقائد يحتاج إلى شعبه، والشعب يحتاج إلى قائده، والفقير يحتاج إلى مَن وَسَّع الله له في رزقه، والغني يحتاج إلى العالم الذي يوجهه إلى معرفة الحلال والحرام، والترغيب في الإنفاق"، موضحًا أنه لذلك أمرنا الله -عز وجل- بالتعاون، فقال -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2)؛ لكن أين روح التعاون في مجتمعاتنا الآن والموظَّف بكلِّ تهاون دون مبرر يقول للمواطن: "مُر علينا غدًا!"؟!

وتابع الداعية في مقال له نشرته الفتح في نسختها الورقية: "أين روح التعاون وأنت تأكل وتشرب وتلبس، وتستمتع بملذات الدنيا وزينتها، وبجوارك جارك جائع، وربما لا يجد ثمن الدواء؟!، وأين التعاون حين يحتكر التاجر سلعته استغلالًا لظروف اقتصادية، فيرفع السعر على الفقراء والمحتاجين؟!، مضيفًا أن هناك نوعًا من التعاون لا يكلِّف نقودًا أو تضحية، مثل: تقديم النصيحة للآخرين، والوقوف معهم في السراء والضراء، ونصرة المظلوم، والإصلاح بين الناس، وقضاء حوائجهم.

وأشار الداعية إلى ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ).

وأكد الكاتب أن العبادة ليست مقصورة على الصلاة والصيام، والزكاة والحج، أو أن تجلس في المسجد راكعًا وساجدًا لله وفقط، بل العبادة اسم جامع لكلِّ ما يحبه الله ويرضاه، ولا يدري المسلم بأي عمل سيكون دخوله الجنة، فقد دخل رجل الجنة؛ لأنه كان ينظر المعسر-أي: يصبر على دينه أو يتجاوز عنه-، ورجل آخر دخل الجنة؛ لأنه سقى كلبًا.

ونوه إلى ما رغَّبنا وأرشدنا الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيه بالتعاون وقضاء حوائج الناس، فقال كما في الطبراني وحسنه الألباني: (وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، ‌أَحَبُّ ‌إِلَيَّ ‌مِنْ ‌أَنْ ‌أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا).

واستطرد: "فلنقدِّم الخيرَ دائمًا للناس، وننشر روح التعاون بيننا؛ لعلنا نصل إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج: 77)".