تعقيبا علىى زلزال تركيا.. "الأطرش": عظة وإنذار من الله تبارك وتعالى فإياكم والمعاصي

  • 50
الفتح - أرشيفية

قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إن مسألة الزلازل في تركيا وفي سوريا وفي أنحاء العالم لا ينبغي أن نضحك منها أو أن نسخر منها أو أن نستهزئ بها،  مؤكدا أنه يجب علينا أن نعترف أن هذه عظة وإنذار من الله تبارك وتعالى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بموته انقطع الوحي، ولم يبق إلا هذه الآيات التي قال عنها ربنا "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا". 

وأوضح الأطرش في تصريحات لـ "الفتح" أن هذه الآيات من حر شديد وبرد شديد وصواعق وزلازل وما إلى ذلك، إنما هي نذر من إنذارات الله تبارك وتعالى يرسلها بين الحين والآخر للعظة والإعتبار، لافتا إلى أنه قد روى عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة - رضي الله عنها - ورجل معه، فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة، فقالت: إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمر، وضربوا بالمغاني، وغار الله - عزَّ وجلَّ - في سمائه، فقال للأرض تزلزلي بهم. فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم، قال: قلت: يا أم المؤمنين أعذاب لهم؟ قالت: بل موعظة ورحمة وبركة للمؤمنين، ونكال وعذاب وسخط على الكافرين، قال أنس: ما سمعت حديثا بعد رسول الله  أنا أشد فرحاً مني بهذا الحديث. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/433]، كما يروى أن عمر بن الخطاب قد زلزلت المدينة في عهده؛ فقال رضي الله عنه لئن عادت لا أساكنكم.

واستشهد الأطرش بقول الله تعالى: " هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ (15) ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ (18)"، مؤكدا أنه لا ينبغي ألا نضحك وألا نهزأ والا نسخر من هذه الزلازل، وإنما علينا أن نضع في الاعتبار أن هذا من نذر الله تبارك وتعالى، كما قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا".