أبو ضيف القاضي: نفتقد إلى البركة الربانية لتتسع أرزاقنا وتحسن أخلاقنا

  • 45
الفتح - الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ الأدب والنقد وعميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ الأدب والنقد وعميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف، إنه ما أحوجنا في زمننا هذا إلى البركة التي نفتقدها؛ مضيفًا أنه مع وجود الوفرة في كل شيء، -فإن الناس يكذبون ويزعمون القلة التي تناقضها، وتكذبها- البَرَكَة الربانية التي حلَّت على هذه الأرض قبل أن يستخلف اللهُ الإنسان فيها بملايين السنين، لافتًا إلى قوله تعالى: "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ" سورة فصلت.

وأوضح القاضي في منشور له عبر فيس بوك: أنه في زمننا قد زرعت الصحراوات ، وظهرت الزراعة الحديثة، والتي صارت تستخدم تقنيات حديثة؛ فصارت تزرع كل المحاصيل دون التقيد بزمان، ولا مواسم، وصاروا يستخدمون التكنولوجيا في تكثير المحاصيل، ومضاعفاتها؛ بما يتسع للبشر وزيادة، ومع هذا يظهر الجوع، والفقر والندرة والقلة؛ لقلة البركة وضياعها.

وأكد القاضي أن البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء . مشيرًا إلى قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ الأعراف، وقوله تعالى-: "أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا" النمل ، وقوله تعالي: "وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ" الصافات، وقوله تعالي : "تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" الأنبياء.

وأردف أن البركة: هي النماء، والخير والزيادة، وأن يعطيك الله ما يكفيك، ويغنيك، ويثبت ذلك لك، فلا تحتاج لغيره، ولا يذلك العوز ، وتكسرك الحاجة لسواه، مضيفًا أن البركة ثبوت الخير ودوامه.

وتابع: "وهناك مثال يقرب معنى البركة، ويوضحها، وهي الفرق بين الغنم، والكلاب، فالغنم تمثل البركة ،والكلاب تمثل الوفرة، فالغنم الغالب على ولادتها واحد، وإن زادت إلى اثنين، وما زاد على اثنين في حكم الندرة، و الكلبة عندما تلد، تلد عدد ثلاثة، أو أكثر ،والغنم هي التي يذبحها الناس ويأكلونها يومياً، ويصل للملايين في بقاع الأرض، ومع ذلك أعداد الغنم أكثر، وأوفر على كثرة جريان الذبح فيها؛ لأن الله ألقى فيها وعليها البركة".

ونوه أن البركة إذا وُجدت في قوم وسعت أرزاقهم، وحسنت أخلاقهم، وإذا حلَّت في مكان، وسعت الأوقاتُ، وضاعفت الطاقات، وحققت الإنجازات، وأتت المعجزات؛ فإذا بالخير يتدفَّق من كل جانب، وينحدر من كل صَوْب.