ما هي بدعة "الإرجاء" وما مراتب المرجئة؟.. باحث شرعي يجيب

أهل الغلو يتهمون بالإرجاء من لم يوافقهم على تكفير من يكفرونهم

  • 181
الفتح - ما هو الإرجاء وما هي مراتبه؟

أجاب شريف طه، الباحث الشرعي، عن سؤال ما الإرجاء وما مراتبه؟ قائلًا: الإرجاء هو إخراج العمل من الإيمان، والمرجئة طوائف كثيرة، ومقالاتهم متنوعة.

وأضاف "طه": ويمكن تصنيفها إلى ثلاث مراتب:

الأولى: المرجئة المحضة الغلاة. 

الثانية : إرجاء المتكلمين. 

الثالثة : إرجاء الفقهاء.

وأوضح الباحث الشرعي، أن الأولى -المرجئة الغلاة- هم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة فقط، فمن عرف فهو مؤمن، فإبليس مؤمن وفرعون مؤمن؛ لأنهم عرفا، وهؤلاء هم الإباحية، الذين يستبيحون ترك العمل، ويقولون إذا أقرّ فقد عمل، ولا يلزمه أن يعمل. ومثل هذا كفر بلا شك؛ لأنه استحلال المحرمات، وكذلك تكذيب للمعلوم من الدين بالضرورة.

وقال عن الثانية -إرجاء المتكلمين-: وهم مثل الذين قبلهم، ولكن لم يلتزموا هذه اللوازم الكفرية، ولكن تناقضوا فقالوا: إن إبليس حينما كفر زالت معرفة الله من قلبه، ونحو ذلك.

ومن أقوالهم: إن مرتكب النواقض لا يكفر ما لم يستحلها؛ لأن الكفر عندهم محصور في التكذيب. 

وأضاف الباحث الشرعي، أن المرتبة الثالثة هي  إرجاء الفقهاء، وهم الذين أخرجوا العمل من مسمى الإيمان، ولكنهم وافقوا أهل السنة في مسائل الأحكام، فقالوا في مرتكب الكبيرة، أنه تحت المشيئة، وكفروا الساب والمستهزئ ومرتكب أفعال الكفر؛ لأنهم كانوا فقهاء ملتزمين بطريقة أهل العلم، لكن دخلت عليهم شبهة أنه لو كان العمل من الإيمان لزال الإيمان بزواله، فيكون في ذلك حجة للخوراج، فوافقوا أهل السنة في الأحكام، لكنهم خالفوهم في الأسماء، فجعلوا مرتكب الكبيرة مؤمنا كامل الإيمان.

مشيرًا إلى أن كثيرا من أهل العلم جعلوا خلاف مرجئة الفقهاء، خلافا لفظيا، والأدق أن أكثره لفظي، أو هو خلاف في الأسماء وليس في الأحكام.


وكان الباحث الشرعي شريف طه، قد انتقد تطاول البعض على أهل العلم من أهل السنة، واتهامهم بالإرجاء لعدم موافقتهم لأولئك الطاعنين على تكفير من يكفرونهم، قائلًا: إذا تأمت معنى الإرجاء ومراتبه، علمت بغي الكثيرين ممن يصفون غيرهم من أهل العلم بأنهم مرجئة؛ لأنهم لا يوافقونهم على تكفير من يكفرونهم، وهؤلاء في الحقيقة فيهم شعبة من شعب الخوارج.

وأضاف "طه": فهم يتهمون بالإرجاء من يقول بمعتقد أهل السنة: "أن الإيمان قول وعمل، والعمل من مسمى الإيمان، ومرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان، ولا يكفر إلا إذا استحلها، ومرتكب نواقض الإسلام كافر إذا أقيمت عليه الحجة التي يكفر تاركها، وأن ترك المباني الأربعة -الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج- من مسائل الخلاف بين أهل السنة، هل يكفر تاركها أم لا؟ وأنه لا يجوز التضليل ولا التبديع في هذه المسائل".


وأشار إلى أن هذا البيان كله لم يكن كافيا في كف عدوان أهل الغلو على أهل العلم، فاخترعوا مسائل ومصطلحات يمتحنون بها الناس، كما هي عادة أهل البدع والغلو.

واستشهد الباحث الشرعي، بموقف له مع أحدهم، قائلًا: أذكر أنني قديما ناقشت واحدا من هؤلاء، فبينت له كلام شيخ الإسلام في مرجئة الفقهاء، وأنه يرى أن الخلاف معهم لفظي أو هو خلاف في الأسماء، وليس في الأحكام، متسائلًا "فكيف تتهمون من مقالتهم كما وصفتها بأنه من المرجئة؟!"، سبحانك هذا بهتان عظيم.