الحكومة تتجه لتوسيع نطاق الزراعات الزيتية

  • 16
الفتح - أرشيفية

خبراء: خطوة مهمة لتوفير الاحتياجات الأساسية.. ونحتاج إلى ترشيد الاستهلاك


تتجه الحكومة المصرية لتوسيع نطاق الزراعات الزيتية وتوطين صناعة الزيوت في إطار سعي الدولة لتوفير السلع الأساسية للمواطنين، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماع عقده لبحث التوسع في إنتاج الزيت الخام محليًا أنه من المقرر التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية والتي تشمل زراعة نحو 150 ألف فدان فول صويا خلال العام الجاري، لتزيد المساحة لاحقًا إلى 500 ألف فدان للعام المقبل، كما ستتم زراعة 90 ألف فدان لمحصول "دوار الشمس" للعام الحالي وزيادتها إلى 250 ألف فدان للعام الذي يليه، للمساهمة في تقليص فجوة استيراد زيت الطعام التي تزيد عن 90% بنسبة 2.5 مليون طن كل عام.

فيما يتم التركيز على محصول القطن الذي يُزرع على مساحة 325 ألف فدان، لأهميته الاستراتيجية في توفير القطن المصري وزيوت الطعام، بالإضافة إلى الأعلاف، وفقًا لوزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أكرم مرسي، أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية، أن محصول فول الصويا يعطي إنتاجًا زيتيًا يتراوح بين 20 – 25%، ونواتج العَصر والاستخلاص "الكسبة" تدخل في صناعة الأعلاف، لافتًا إلى أنه محصول صيفي ومن أهم الطرق للتوسع في زرعة فول الصويا تحميله على الذرة والتي تجود ويزداد عطاء الفدان إلى إنتاجية تماثل إنتاج فدان وثلث فدان ويتميز في الأراضي القديمة بوجه بحري، وفقًا لطرق مدروسة ودون الخلط، حيث يمكن زراعة من 4 إلى 5 خطوط من فول الصويا لكل خطين من الذرة بالتناوب، وبذلك نكسب الإنتاجية ميزات عديدة أولها أننا توسعنا رأسيًا في إنتاجية الفدان مع توفير محاصيل زيتية وعلفية متنوعة.

فيما أفاد الدكتور سعد زكريا، أستاذ بقسم الكيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن اتجاه الحكومة للتوسع في الزراعات الزيتية خطوة مهمة لتقليص الفجوة من زيوت الطعام والتي بلغ حجم استيرادنا منه حوالي 98%، لتتلازم إشكالية الزيوت خاصة بعد فترة طالت فيها أمد الحرب الروسية الأوكرانية مع الأعلاف التي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ وهو أمر أثر في كافة قطاعات إنتاج اللحوم.

وأوضح الأستاذ بجامعة كفر الشيخ في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن زراعة فول الصويا أو تحميله على الذرة حسب الأرض المستخدمة، بالإضافة للتوسع في زراعة القطن، والاستفادة من نبات دوار الشمس الذي يمكن زراعته في الأراضي الحديثة وتحميله محاصيل أخرى في الأراضي الصحراوية كزراعة الخيار تعد تفعيلاً للدور البحثي ومساهمته في تطبيق مثل هذه الطرق لرفع إنتاجية الفدان وتنويع المحاصيل خلال مواسمها وهو أمر في منتهى الأهمية.

ويؤكد رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم الوصيف، أن اتخاذ الحكومة خطوات للتوسع في زراعة المحاصيل الزيتية عبر زيادة المساحات وضم مشروعات مهمة ضمن خطط للتوسع في زراعة محاصيل استراتيجية كـمستقبل مصر والدلتا الجديدة – خطوة تدعم زيادة إنتاجيتنا من أهم السلع.

وأشاد بدور الحكومة في التوسعات الزراعية الجديدة، لافتًا إلى أن هناك خطوات يمكن اتباعها لرفع إنتاجيتنا من المحاصيل الزيتية منها التوسع في زراعة دوار الشمس وتحميله مع محاصيل أخرى حيث أنه يمكن زراعته خلال 3 عروات كل عام، وانتخاب أصناف تجود في الظروف غير الملائمة خاصة في الوقت الذي نشهد فيه حالة من التغير المناخي، والذي يؤدي لضعف إنتاجية العديد من المحاصيل، وهو الأمر الذي يعمل عليه الباحثون في مراكز البحوث الزراعية، وكذلك ترشيح التقاوي المناسبة.

وأفاد أن هناك ضرورة لتقليص الأثر السلبي على المواطنين جراء الاستخدام المفرط للزيوت أو المهدرج منها، وذلك عبر مزيد من التوعية وتغيير أنماط الاستهلاك لدى العامة إلى الشوي بشكل أكبر أو السلق.