باحث شرعي يوضح الطريقة الصحيحة للتعامل مع المسائل الخلافية الدقيقة

  • 37
الفتح - أرشيفية

أوضح شريف طه الباحث الشرعي، أن هناك فرق بين المسائل الدقيقة وبين الأصول الكبرى في الكتاب والسنة، موضحا الطريقة الصحيحة للتعامل مع المسائل الخلافية.

واستشهد طه في منشور له عبر "فيس بوك" بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "مسائل الدق في الأصول لا يكاد يتفق عليها طائفة؛ إذ لو كان كذلك لما تنازع في بعضها السلف من الصحابة والتابعين. وقد يُنكر الشيء في حال دون حال، وعلى شخص دون شخص". [مجموع الفتاوى 6/56].

وأضاف طه قائلا: وهذا التفريق بين المسائل الدقيقة التي تختلف فيها الأنظار، والأصول الكبرى المتفق عليها في الكتاب والسنة وأجمع عليها السلف، من المسائل التي ضاعت بين كثير من المختلفين إلا من رحم الله.

وأردف قائلا: وهذا التفريق موجود في الأبواب الأربعة التي حدث بسببها الافتراق بين أهل السنة وغيرهم، وهي: الصفات والقدر والإيمان والصحابة.

وتابع الباحث الشرعي قائلا: ففي هذه الأبواب هناك أصول كبرى، اتفق عليها السلف، وهناك مسائل دقيقة يسوغ فيها الخلاف، موضحا أن الخلاف السائغ ليس مختصا بمسائل العمل فقط، بل يشمل كذلك مسائل الاعتقاد الخفية الدقيقة.

ويرى طه أنه يجب على من يخوض في هذه المسائل الدقيقة أن يلتزم بأمرين، أولهما: ألا يشغل العامة بهذه المباحث؛ فإن هذا من تعليم ما لا ينفع، بل قد يضر، موضحا أن الواجب في دعوة العامة، تثبيت أصول الدين، والتذكير بالواجبات والنهي عن المحرمات والبدع، دون الدخول في تفاصيل الجدل العلمي. 

وبين طه أن الأمر الثاني هو أن يلتزم العدل والإنصاف مع مخالفه، فلا يعامله معاملة المبتدعة الذين خالفوا الأصول الكبرى للإسلام والسنة، خاصة في الأزمنة التي يغلب فيها الجهل، وانتشار الشبهات، حتى تصير بعض المسائل مجهولة بعد أن كانت معلومة؛ فإن الظهور والخفاء يتفاوت من زمن لآخر، بل من شخص لآخر.