رحلة العشرينيات

سارة محمد أمين

  • 56

لا تخف لست وحدك أنت ابن العقد الثالث من عمرك، أزهى سنين العمر وأكثرها انطلاقًا، وأوسعها بهجة، لكنه أيضاً عقد مثقل بالفوضى وعدم الاستقرار، خياراته وفرصه كثيرة وشكوكه وتقلباته أكث.


زميل دراستك الذي أنهى الماجستير، صديقك الذي نجح في تأسيس مشروعه الخاص، ورفيقة دربك التي على وشك إنجاب طفلها الأول.. ليظل السؤال هل هذه الأحداث ما نتمناه نحن لذواتنا وننشدهلأنفسنا؟ ففي العشرينيات قد تقع ضحية الهوس بنظرة الآخرين لك وحكم المجتمع عليك مما قد يفصلك عن رغباتك العميقة وأمانيك الحقيقية لتعيش صراعاً بين ما يجب وما تحب، وأمام هذه التحديات المختلفة تتعالى الأصوات المطالبة بحلول لها، أن تحيط نفسك بكتيبة من المؤمنين بك ومن الموجهين الصادقين لك يذكرونك بأن النجاح رحلة وليس محطة، وأن التعثر هو ثمن الاجتهاد ومؤشر على أنك في حالة حركة لا سكون، وأخيراً: من أكثر الوصايا التي أثرت فيّ حقيقة أن لكل منا توقيته الخاص بالنجاح والذكر الحسن والارتباط.


العبرة ليست بكمية الشهادات التي تحصدها، ولا العلاقات التي تكوّنها والإنجازات التي تضيفها إلى سيرتك الذاتية، بل بنوعيها وأثرها الحقيقي على نفسك ومحيطك، فلا تستاء من عشوائية الأشياء، ولا تلغ ساعة عقاربها بطيئة فغالباً الأحداث المفصلية والقصص الشيقة والشخصيات الاستثنائية تمر بالكثير وتطلب الكثير لتحدث